للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(تعرف النضج) وَمَا ينذر بِهِ والإعانة عَلَيْهِ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء والخراجات نذْكر هَهُنَا أَمر الْبَوْل وَالْبرَاز والنفث وَغير ذَلِك نوردها حَتَّى إِذا فَرغْنَا رددنا إِلَيْهِ من كل عِلّة وَمَوْضِع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن نرد إِلَيْهِ جملا يكون بِهِ هَذَا الْموضع قانون تعرف النضج وَمَا ينذر بِهِ إِن شَاءَ الله الْمقَالة الأولى من كتاب البحران قَالَ الْكَلَام فِي ٣ (أَمر النضج) قِسْمَانِ أَحدهمَا وجود النضج وَعَدَمه وَالثَّانِي فِيمَا ينذر بِهِ كل وَاحِد مِنْهُمَا والنضج هُوَ أَن ألف هـ تستحوذ الطبيعة على الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ وتحيله لِأَن الطبيعة لَا تحيل كل ذَلِك الْخَلْط وَلَا بُد أَن تكون لَهُ فضول تدفعها الطبيعة فَتكون هَذِه الفضول هِيَ الدَّالَّة على عمل الطبيعة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تطلب النضج فِي كل عِلّة من الْمَوَاضِع الَّتِي تلِيق بهَا مِثَال ذَلِك أَنا نطلب تعرف النضج فِي علل آلَات النَّفس من النفث وَفِي علل آلَات الْغذَاء من البرَاز وَفِي علل الكبد وَالْقلب وَالْعُرُوق من آلَات الْبَوْل وَفِي علل الدِّمَاغ من المخاط وَمَا يسيل مِنْهُ وَمن الحنك وَفِي علل الْعين من الرمص وَسَنذكر من كل وَاحِد من هَذِه هَهُنَا جملَة بِقدر الْحَاجة.

٣ - (عَلَامَات النضج)

إِذا ظَهرت مُنْذُ أول الْمَرَض فَإِن الْمَرَض يكون قَصِيرا وبالضد.

قَالَ: وَمَتى كَانَ دَلِيل من دَلَائِل النضج قبل الدّور الثَّانِي من أدوار الْمَرَض فَإِن ذَلِك الْمَرَض سليم قصير.

وَقَالَ: لَا يجوز أَن تحدث عَلامَة مَا دَالَّة على النضج فَلَا تدل على خير عَظِيم.

قَالَ: وَإِذا ظهر فِي مرض عَلَامَات النضج فَإِن الْمَرَض سليم.

لي بِمِقْدَار تقدم النضج وتأخره يكون قصر وَطول الْوَقْت الَّذِي من ابْتِدَاء الْمَرَض إِلَى انتهائه.

لي جملَة مَا ينذر بِهِ لنضج السَّلامَة وَقصر وَقت الْمَرَض وَلَا يدل فِي حَال على شَرّ الْبَتَّةَ وَلَو كَانَ الشَّرّ مُشْتَمِلًا ثمَّ حدثت بِهِ عَلامَة وَاحِدَة وَلَو ضَعِيفَة من عَلَامَات النضج مَا ينقص من ذَلِك الشَّرّ بِقدر قُوَّة تِلْكَ الْعَلامَة.

وَقَالَ: عَلامَة النضج مَتى ظَهرت وَلَو فِي أول سَاعَة دلّت على خير عَظِيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>