(فِي العلاجات الْعَامَّة) (وقوانين عامية وجمل لَا تلِيق بمعان تفرد بِهِ والاستدلالات العامية) جالينوس فِي آخر السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الْأَعْضَاء الَّتِي هِيَ أَشد حرارة إِذا أَصَابَهَا مرض من برد احْتَاجَت إِلَى الإسخان ويداوم إسخانها زَمَانا طَويلا وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي سَائِر الكيفيات وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يكون رُجُوع الْأَعْضَاء إِلَى حَالهَا الطبيعية فِي مُدَّة وَذَلِكَ أَنه قد خرجت من حَالهَا الطبيعية خُرُوجًا كثيرا وَأما إِذا كَانَ عُضْو حَار وأصابه مرض حَار فَإِنَّهُ قد يحْتَاج إِلَى تبريد يسير وَكَذَلِكَ سَائِر الكيفيات لذَلِك صَار الْمَرَض الَّذِي يلائم طبيعة الْمَرِيض أقل خطراً.
٣ - (الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة)
لَا يجب أَن تستفرغ فضولها جدا بل احفظ مَعَ ذَلِك قوتها ولتحفظ قُوَّة الْعُضْو بِمِقْدَار الْحَاجة إِلَيْهِ فِي بَقَاء الْحَيَاة وَأعظم الْأَعْضَاء فِي ذَلِك الْقلب والمرضى إِلَى فعله أَشد اضطراراً مِنْهُم إِلَى غَيره فَأَما الدِّمَاغ فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَيْهِ المرضى كحاجتهم إِلَى الْقلب فحاجتهم إِلَى الْقلب أوكد لِأَنَّهُ يكفيهم أَن يتنفسوا فَقَط وَأما فعل الكبد فلابد للأعضاء مِنْهَا ضَرُورَة والمعدة تستفرغ بالقيء والإسهال والأمعاء بالإسهال وَحده وَكَذَلِكَ الْجَانِب المقعر من الكبد فَأَما الكلى والمثانة والجانب المحدب من الكبد فبالبول إِن لم يكن الْخَلْط ألف ي الْمُجْتَمع فِيهَا خلطاً كثيرا جدا فَإِن كَانَ كثيرا فبالأدوية المسهلة.
قَالَ: وَمَا كَانَ الدَّوَاء يلقاه فَلْيَكُن بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَمَا كَانَ لَا يلقاه لَكِن يحْتَاج أَن يمر ويغوص مَسَافَة حَتَّى يبلغ إِلَيْهِ فيزاد فِي قوته بِحَسب ذَلِك وَلَا تقدم على مَا كَانَ من الْأَعْضَاء كثير الْحس بالأدوية القوية بَغْتَة وَلَا فِي دفْعَة وَاحِدَة لَكِن يقوى فِي مُدَّة طَوِيلَة وبالضد.
قَالَ: إِذا كَانَ مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض لَا يضر بِالْقُوَّةِ فَهُوَ مُخْتَار فَلَا تُؤخر وَإِذا كَانَ مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض يضاد مَا تدل عَلَيْهِ الْقُوَّة فتوقف فَإِنَّهُ مرّة يَنْبَغِي أَن يفعل مَا يدل عَلَيْهِ الْمَرَض قَلِيلا قَلِيلا وَمرَّة يدل على أَنه يجب أَن يفعل الْبَتَّةَ.
مِثَال فِي ذَلِك: إِنَّه إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَالْمَرِيض يحْتَاج إِلَى استفراغ فَيجب أَن لَا تتَوَقَّف وَإِن كَانَت الْقُوَّة غير قَوِيَّة إِلَّا أَنَّهَا لَيست سَاقِطَة فَيجب أَن تستفرغ قَلِيلا قَلِيلا وَإِن كَانَت سَاقِطَة فَإِنَّهُ لَا يجب أَن يستفرغ بل قو العليل وينعش حَتَّى يقوى ثمَّ يعالج.)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute