للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَنَحْوهَا كثيفة وكما يبطئ فِي قبُول الْفضل كَذَلِك يبطئ فِي التَّحَلُّل عَنهُ فَلهَذَا حد انحلال الورم عَنهُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِي المفاصل تحْتَاج أَن تصير بخارا أَو تنفذ فِي الرباطات المحيطة بالمفاصل وَكَذَلِكَ مَا قد دَاخل تِلْكَ الرطوبات المحيطة بالمفاصل من ذَلِك الْفضل. وَعلل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. ج:

٣ - (علل المفاصل والنقرس تتزيد فِي الرّبيع)

قَالَ: وَبَين أَن النقرس يدْخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَرُبمَا هاج فِي الخريف فِي الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي (ألف ج) الصَّيف فِي وَقت الْفَوَاكِه خلط ردي وَأكْثر مَا يهيج فِي الرّبيع فِي من كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء كثيرا رديا. قَالَ إبقراط: من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه ينخلع ثمَّ يعود فَإِنَّهُ قد حدثت بِهِ رُطُوبَة مخاطية. قَالَ ج: كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل كيموس بلغمي وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ إبقراط مخاطيا فتبتل بِهِ رطوبات ذَلِك الْمفصل فيسترخي وَلذَلِك يخرج الْعظم من النقرة الْمركب فِيهَا خُرُوجًا سهلا وَيرجع إِلَيْهَا رُجُوعا سهلا سَرِيعا. الورك قَالَ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن فَكَانَ وركه يخرج وينخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج مَتى لم يكوها. قَالَ جالينوس: من كَانَ فَخذه ينخلع من نقرة وركه للرطوبة الَّتِي قد حصلت فِي نقرة وركه فَإِنَّهُ إِن لم يكو مفصل وركه كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرُّطُوبَة البلغمية الَّتِي قد حصلت كَذَلِك ويشتد بالكي الْموضع كُله وَتذهب رخاوته فتمنع مفصل الورك أَن يَزُول وَإِلَّا حدثت عَن ذَلِك عروجة لَا محَالة وَتبع ذَلِك أَلا تغتذي رجله على مَا يجب فتضمر وتنتقص كَمَا يعرض للأعضاء الَّتِي تعدم حركاتها من حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن يكوى بعد أَن يرد الْفَخْذ فِي مَكَانَهُ حَتَّى يَسْتَوِي الْمفصل كالحال الطبيعية وَإِلَّا كَانَ رده بعد الكي غير مُمكن وَكَانَت حَيَاته عَظِيمَة. قَالَ)

وَإِنَّمَا يعرض لهَؤُلَاء انخلاع رَأس الْفَخْذ لِأَن رباطات مفصل الورك المحيطة بِهِ تبتل وَتَسْتَرْخِي تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمتلئ النقرة أَيْضا رُطُوبَة. لى قد تحدث أوجاع فِي الْفَخْذ والساق شبه أوجاع المفاصل وَهِي من جنس دَاء القيل وَيفرق بَينهمَا بِأَن ميل هَذَا الورم لَا يكون إِلَى الْمفصل وَحده لَكِن إِلَى جَمِيع الْموضع الَّذِي بَين المفصلين وعلاجه إمالة الْمَادَّة وتلطيف التَّدْبِير والشد والطلي بالمحللة المقوية. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد رَأينَا كثيرا من الأخلاط الَّتِي تنصب إِلَى المفاصل أَو الْقدَم فِي علل النقرس إِذا انقلبت من هُنَاكَ إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة مَاتَ العليل. وَإِنَّمَا يُرْجَى لَهُ حِينَئِذٍ الْخَلَاص بِوَاحِدَة فَقَط وَهُوَ أَن يُمكن جذب تِلْكَ الأخلاط ثَانِيَة إِلَى المفاصل. قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن رَأس الطَّائِر الْمُسَمّى أقطيس إِذا جفف ودق وَأخذ مِنْهُ مَا يحمل ثَلَاثَة أَصَابِع وَسقي المنقرس بِالْمَاءِ شفَاه. لى الرجل صَاحب الرّكْبَة المزمنة شرب أَكثر من خمسين شربة من أصطماخيقون وحقن غير مرّة بالقنطوريون أَشرت عَلَيْهِ بالإدمان على الْأَدْوِيَة المدرة للبول الملطفة وَكَانَ رطب المزاج بارده فبرأ لما استعملها مُدَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>