للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(اختناق الرَّحِم) (وزواله ميله إِلَى الجوانب وانضمام فَمه)

٣ - (الْعِلَل والأعراض)

السَّادِسَة: قَالَ: رَأَيْت نسْوَة ملقون لَا يحسسن ونبضهن ضَعِيف جدا وصغير ومنهن من لَا يتَبَيَّن لَهَا نبض وبعضهن يحسسن ويتحركن وَلَيْسَ مِنْهُنَّ إِلَّا من يصيبهن الغثى وَلَا يتنفسن إِلَّا بكد وبعضهن يتشنج أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ فَلذَلِك أَظن أَن أَصْنَاف هَذِه الْعلَّة الَّتِي تسمى اختناق الرَّحِم كَثِيرَة وَرُبمَا آل الْأَمر إِلَى أَن يشك فِيهِنَّ هَل متن أَو هَل هن أَحيَاء وَيحْتَاج أَن يتعرف ذَلِك بالآلات. وَقَالَ: قد اجْتمع النَّاس على اجتناق الرَّحِم أَنه إِنَّمَا يُصِيب النِّسَاء الأرامل وخاصة اللَّاتِي كن يحبلن كثيرا وينقين الطمث ثمَّ انْقَطع عَنْهُن ذَلِك الْبَتَّةَ قَالَ: فَيمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة تعرض بِسَبَب احتباس الْحيض أَو بِسَبَب احتباس المنى إِلَّا أَنَّهَا تعرض من أحل احتباس المنى أَكثر لِأَن للمنى قُوَّة أعظم وَأقوى وَهُوَ فِي أبدان النِّسَاء الكثيرات المنى أرطب وأبرد وَأَنه إِذا احْتبسَ عَظِيمَة وخاصة فِي أبدان النِّسَاء كثيران المنى فَإِنَّهُ كَمَا يعرض للرِّجَال الكثيري المنى عِنْد ترك الْجِمَاع من القلق وَثقل الرَّأْس وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة كَذَا لَيْسَ يُنكر أَن تعرض أَعْرَاض أَشد من هَذِه لهَؤُلَاء النسْوَة وَرَأَيْت امْرَأَة بقيت أرملة مُدَّة طَوِيلَة فَعرض لَهَا هَذَا الْعرض وَقَالَت الْقَابِلَة: إِن رَحمهَا قد تشمر إِلَى فَوق فأشرت إِلَى أَن يسْتَعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تتحمل لهَذِهِ الْعلَّة فحين فعلت تِلْكَ الْأَشْيَاء عرض لَهَا من الْأَصَابِع وحرارة تِلْكَ الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ وجع مشوب بلذة كالحال عِنْد الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ فاستراحت من تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي كَانَت بهَا وَكَذَا فِي الأرامل. وَإِن كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَإِن احتباس المنى يحدث بِهن هَذِه الْعلَّة. قَالَ: وَلَيْسَ بمنكر أَن تتكون قوى المنى إِذا أزمن وبقى فِي الْجِسْم أَن يبلغ من ردائته أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال وَإِن شِئْت أَن تقْرَأ إتْمَام السَّبَب فَاسْتَعِنْ بالمقالة السَّادِسَة.

قَالَ: ميل الرَّحِم إِلَى الجوانب وتشمرها إِلَى فَوق يعرض من جرى الطمث إِلَى عروقها وانسداد تِلْكَ الأفواه من الْعُرُوق أَن تؤدية إِلَى تجويف الرَّحِم فيميل لذَلِك ويتقلص فَيكون للرحم مِنْهُ تشنج وامتداد وَإِذا كَانَ بالسواء تشمرت إِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي جِهَة دون جِهَة فَإلَى تِلْكَ النَّاحِيَة فبسبب هَذِه الْعلَّة احتباس الطمث أَن يجْرِي من الرَّحِم فإمَّا احتباس المنى فَإِنَّهُ بيرد النِّسَاء بردا شَدِيدا تبلغ الْحَال عِنْد شدَّة الوجع أَن يتنفسن وَلَا تنبض

<<  <  ج: ص:  >  >>