قَالَ: والنضج أبدا يدل على سرعَة البحران ووثاقة الصِّحَّة. وَالْبَوْل النضيج يدل على نضج مَا فِي الْعُرُوق وَالْبرَاز النضيج وَهُوَ المستوى المعتدل الَّذِي لَا يسيل وَلَا يتحجر الَّذِي إِلَى الصُّفْرَة غير الشَّديد النتن الْمَوْصُوف فِي بَاب البرَاز يدل على نضج مَا فِي الْمعدة والأمعاء. والنفث الَّذِي إِلَى الغلظ وَلَيْسَ بغليظ جدا الْأَبْيَض الأملس الْأَجْزَاء المستوى فِي جَمِيع الْأَيَّام يدل على نضج مَا فِي الصَّدْر والرئة والسهل الْخُرُوج.
من
٣ - (أزمان الْأَمْرَاض)
يسْتَدلّ على النضج من الفضول الَّتِي تجْرِي من الْأَعْضَاء العليلة. مِثَاله القروح مَا دَامَ يجْرِي مِنْهَا صديد رَقِيق كثير فالنضج لم يكن وَالْعلَّة بعد انتهائها. فَإِذا قلت كمية مَا يجْرِي وَغلظ بعض الغلظ فبمقدار ذَلِك يكون النضج. وَكَون النضج هُوَ انْتِهَاء الْعلَّة.
قَالَ: وَلَيْسَ يشك أحد إِذا رأى الْغذَاء لم يتَغَيَّر إِن الْمعدة لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا رأى الْبَوْل رَقِيقا أَن الْعُرُوق لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا كَانَ مَا ينفث رَقِيقا أَن الْعلَّة بعد فِي الِابْتِدَاء وَلم ينضج. وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الرمد مَا دَامَ يجْرِي من الْعين صديد رَقِيق فَإِنَّهُ لم ينضج فَإِذا قل مِقْدَاره وَغلظ أدنى غلظ فقد بدا النضج وَذَلِكَ تزيد الْعلَّة فَإِذا غلظ غلظاً شَدِيدا ألف هـ والتصقت الأجفان فقد كمل النضج وانتهت الْعلَّة وَيدل على قهر الأخلاط. فَأَما دَلَائِل النضج فَأن يكون مَا يستفرغ أغْلظ وَأَقل حِدة وكمية. وَإِن استفرغ مَعَه خلط كَانَ أصح فِي الدّلَالَة على النضج.