للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(اسْتِحَالَة الأخلاط) (على ثَلَاثَة ضروب) أما اسْتِحَالَة تَامَّة إِلَى مَا يشبه الْبدن وَهَذَا مَا تستحيل إِلَيْهِ الأخلاط المؤاتية بالحرارة الغريزية كاستحالة البلغم إِلَى الدَّم. واستحالة إِلَى حَال هِيَ أقرب من طبيعة الْبدن وَهَذَا يكون فِيهِ الْفَاعِل وَهُوَ الْحَرَارَة الغريزية لَا عِلّة فِيهِ إِلَّا أَن الْخَلْط غير مؤات وَالثَّالِث لِأَن الْخَلْط غير مؤات وَالْفَاعِل حرارة غير مُوَافقَة وَهِي العفونة.

الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: النضج فِي علل الصَّدْر والرئة يكون مَعَ ابْتِدَاء النفث وَذَلِكَ أَنه بعد ابْتِدَاء النفث لَا يُمكن أَن تتزيد أعراضهم وَلَا تشتد وَكَثِيرًا مَا تنقص عِنْد حُدُوث النفث.

الأولى من الْفُصُول قَالَ: مَا دَامَ فِي ذَات الْجنب لَا ينفث شَيْئا والسعال يَابِس فدعم النضج فِي الْغَايَة وَإِذا نفث شَيْئا رَقِيقا فَذَلِك نضج خَفِي ضَعِيف. فَإِذا غلظ قَلِيلا فعلامة نضج ظَاهر فَإِذا استحكم وهدأت الْأَعْرَاض فَذَلِك نضج كَامِل.

قَالَ: والنضج أبدا يدل على سرعَة البحران ووثاقة الصِّحَّة. وَالْبَوْل النضيج يدل على نضج مَا فِي الْعُرُوق وَالْبرَاز النضيج وَهُوَ المستوى المعتدل الَّذِي لَا يسيل وَلَا يتحجر الَّذِي إِلَى الصُّفْرَة غير الشَّديد النتن الْمَوْصُوف فِي بَاب البرَاز يدل على نضج مَا فِي الْمعدة والأمعاء. والنفث الَّذِي إِلَى الغلظ وَلَيْسَ بغليظ جدا الْأَبْيَض الأملس الْأَجْزَاء المستوى فِي جَمِيع الْأَيَّام يدل على نضج مَا فِي الصَّدْر والرئة والسهل الْخُرُوج.

من

٣ - (أزمان الْأَمْرَاض)

يسْتَدلّ على النضج من الفضول الَّتِي تجْرِي من الْأَعْضَاء العليلة. مِثَاله القروح مَا دَامَ يجْرِي مِنْهَا صديد رَقِيق كثير فالنضج لم يكن وَالْعلَّة بعد انتهائها. فَإِذا قلت كمية مَا يجْرِي وَغلظ بعض الغلظ فبمقدار ذَلِك يكون النضج. وَكَون النضج هُوَ انْتِهَاء الْعلَّة.

قَالَ: وَلَيْسَ يشك أحد إِذا رأى الْغذَاء لم يتَغَيَّر إِن الْمعدة لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا رأى الْبَوْل رَقِيقا أَن الْعُرُوق لم يكن فِيهَا نضج وَلَا إِذا كَانَ مَا ينفث رَقِيقا أَن الْعلَّة بعد فِي الِابْتِدَاء وَلم ينضج. وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي الرمد مَا دَامَ يجْرِي من الْعين صديد رَقِيق فَإِنَّهُ لم ينضج فَإِذا قل مِقْدَاره وَغلظ أدنى غلظ فقد بدا النضج وَذَلِكَ تزيد الْعلَّة فَإِذا غلظ غلظاً شَدِيدا ألف هـ والتصقت الأجفان فقد كمل النضج وانتهت الْعلَّة وَيدل على قهر الأخلاط. فَأَما دَلَائِل النضج فَأن يكون مَا يستفرغ أغْلظ وَأَقل حِدة وكمية. وَإِن استفرغ مَعَه خلط كَانَ أصح فِي الدّلَالَة على النضج.

<<  <  ج: ص:  >  >>