الثَّالِثَة من أبيذيميا: الْهَوَاء الْبَارِد الرطب يُؤَخر النضج ويجعله عسراً. وَيَنْبَغِي أَن تعنى بتفقد عَلَامَات النضج وَكَونه. أما علاماته فَتكون من الفضول البارزة عَن الْعُضْو العليل. فَأَما إِحْدَاث النضج فَيكون بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن إسخاناً معتدلاً من الْأَطْعِمَة والأشربة والنطول والدلك وَالْحمام باعتدال. إِنَّمَا يكون النضج فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تكون مَعهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة قد اكْتسبت فِيهَا سوء مزاج لِأَن النضج إِنَّمَا يكون للأخلاط عَن مزاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَإِذا كَانَت الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة قد فسد مزاجها فَإِن ذَلِك الْمَرَض حِينَئِذٍ رَدِيء مُتَمَكن وَلَا يبرأ حَتَّى يعود مزاج الْأَعْضَاء إِلَى اعتداله الْخَاص من الْحَار والبارد.
لي لَا تطلب النضج فِي حمى دق بل فِي البلغمية.
الأولى من مسَائِل الثَّالِثَة من أبيذيميا: يعين على النضج جَمِيع مَا يسخن إسخاناً معتدلاً من الْأَشْرِبَة والأطعمة والأضمدة والنطول والموضع الْحَار والدلك المعتدل والاستحمام المعتدل.
قَالَ نَوْعَانِ: كلي وجزئي فالكلي هُوَ الَّذِي ينضج فِيهِ جَمِيع مَادَّة الْمَرَض وَيكون مِنْهُ بحران تَامّ كَامِل والجزئي هُوَ الَّذِي لَا ينضج فِيهِ مَادَّة الْمَرَض وَيكون مِنْهُ بحران نَاقص مثل مَا حدث بفلان من خراج فِي أصل الْأذن ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك وَذَلِكَ أَن مَا فِي الْعُرُوق كُله لم يكن ينضج.)
فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَاكِرًا هَذَا لِأَنَّهُ قد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات نضج فِي بعض الْأَعْضَاء وَجُمْلَة الْمَرَض لم ينضج.
والنضج فِي الفتيان وَمَا قرب من أسنانهم أسْرع وبالضد وَكَذَا بالأمزجة الحارة والمهن والبلدان.
لي على مَا رَأَيْت فِي: الفضول الَّتِي تبرز من الْبدن الَّتِي تسمى غير نضيجة نَوْعَانِ: مِنْهَا مَا لم ينضج وَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة على أَنه من جنس مَا لم ينضج كالبول والنفث الرَّقِيق الْأَبْيَض وَمِنْهَا مَا لَيْسَ بنضيج وَفِيه دلَالَة على أَنه من جنس مَا لم ينضج كالبول والنفث الْأسود وَهَذَا رَدِيء لِأَنَّهَا تدل على أَن النضج غير صَالح وبهذه الْحَال يُقَال للنفث الْأسود فِي ذَات ألف هـ الْجنب أَنه غير نضيج.