من الثَّانِيَة من القوى الطبيعية قَالَ: إِذا احْتَاجَت الْمعدة إِلَى الْغذَاء وَلم تَجدهُ جذبت إِلَيْهَا فضولاً من جنس المرار والبلغم تدفعها عَلَيْهَا الكبد من فضولها عِنْد شدَّة جذب الْمعدة من الكبد. لي لذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يُؤَخر الطَّعَام جدا لِأَن الْمعدة تمتلئ فِي هَذِه الْحَالة بِمثل هَذِه الأخلاط فَلَا يجب للْإنْسَان أَن يدافع بِالطَّعَامِ والمعدة شَدِيدَة الإحساس بِالْجُوعِ لِأَنَّهُ مَتى دَامَ ألم الْجُوع بهَا وَلم يتَنَاوَل الْغذَاء جلبت فضولاً من الكبد وَإِن تهَيَّأ ذَلِك على الْإِنْسَان فعلامته بطلَان الشَّهْوَة وغثى الْمعدة وَتَقَلُّبهَا فَيجب فِي هَذِه الْحَال أَن يشرب شرباً يلين الْبَطن فَإِذا أحس بالشهوة أكل حِينَئِذٍ وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن يُبَادر الْإِنْسَان بِالْأَكْلِ قبل أَن يحس بلدغ الْجُوع لِأَن فِي تِلْكَ الْحَال فِي الْمعدة فضل بلاغم فَإِذا وَقع فِيهَا الْغذَاء اخْتَلَط بهَا وَصَارَ جملَة الْغذَاء أَكثر بلغماً وأفسد قُوَّة الْمعدة والهضم وَجعل الدَّم مَتى داوم هَذَا التَّدْبِير بلغمياً.
الثَّانِيَة من الأولى من مسَائِل افيذيميا ألف ي فِي النَّاس أَفْرَاد يضرهم بعض الأغذية النافعة لأكْثر النَّاس وتنفعهم الضارة وَهَؤُلَاء لَيْسَ يُمكن فيهم إِلَّا التجربة فتعرف ذَلِك من كل من تدبره وأعمل بِحَسبِهِ.)
الْخَامِسَة من السَّادِسَة: قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة قَليلَة قَالَ جالينوس: يَعْنِي القليلة الْغذَاء. لي والرقيقة الْغذَاء وَيُمكن أَن يَعْنِي بقوله أَن من أدمنها قصر عمره مُدَّة وَقد يُمكن أَن يكون يَعْنِي بذلك أَن مُدَّة اتساعها للبدن قصير إِلَّا أَن الأول أشبه وَهَذَا بعيد.