(الأهوية والبلدان) (والمجالس والوباء والموتان والأزمان وتدبير الْبدن بِحَسب الْأَزْمِنَة والملابس.) ٣ (قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب أَيَّام البحران:) ٣ (شُعَاع الْقَمَر يعفن الْأَبدَان الْميتَة) ويؤثر تَأْثِيرا فِي من أَطَالَ النّوم فِيهِ حَتَّى أَن ألوانهم تحول إِلَى الصُّفْرَة وتثقل رؤوسهم.
جَوَامِع الحميات: الْهَوَاء الْحَار إِذا استنشق اسخن الْقلب ثمَّ جَمِيع الْبدن. مزاج الْهَوَاء الْحَار يحدث فِي الْأَبدَان عفونة وخاصة فِي الرّطبَة.
الْأَبدَان الَّتِي تَتَغَيَّر عَن حُدُوث الوباء سَرِيعا هِيَ الملوءة أخلاطاً ردية وَالَّتِي لَا تنْحَل فضولها على مَا يَنْبَغِي لِكَثْرَة الرَّاحَة والدعة وَالَّتِي تسرف فِي الْجِمَاع وَفِي كَثْرَة دُخُول الْحمام وَمِنْهَا مَا يعسر تغيره وَهِي الَّتِي لَا فضول فِيهَا وَلَا سدد وتستعمل الرياضة وَالتَّدْبِير الْجيد أَن يفصد.
قَالَ: إِذا حدث فِيهَا وباء فالأبدان الرّطبَة تذعن لَهُ وتواتيه وتوافقه. وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تَجف والباردة الْيَابِسَة تمانعه وتخالفه وَيَنْبَغِي أَن تحفظ على مَا هِيَ عَلَيْهِ. وَأما سَائِر الْأَبدَان فَمَا كَانَ مِنْهَا ممتلئاً فَيَنْبَغِي أَن تستفرغ بالفصد وَمَا كَانَ فِيهِ أخلاط ردية فبالإسهال وَمَا كَانَ فِيهِ سدد
٣ - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض:)
٣ - (الْهَوَاء الْحَار) ٣ (يجتذب الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن) أَولا ويحمر اللَّوْن فَإِن أفرط حلل الْحَرَارَة الغزيرة وصفر اللَّوْن والهواء الْحَار يحقن الْحَرَارَة الغريزية فَإِن أفرط أطفأها.
الأولى من تَدْبِير الأصحاء: الْهَوَاء الْجيد صَالح مُوَافق لجَمِيع النَّاس.
لى: كَأَن قَوْله هَذَا يُنَاقض قَوْله فِي مَوَاضِع أخر وَذَلِكَ أَنه يَقُول بعد أَن الْأَبدَان المائلة عَن الِاعْتِدَال يُوَافِقهَا الْهَوَاء المضاد لَكِن يَنْبَغِي أَن يُزَاد فِي قَوْله جَمِيع النَّاس المعتدلين لِأَن المعتدلي الطَّبْع يوافقهم الْهَوَاء المعتدل وَيبقى لَهُم اعتدالهم لِأَن الْحَال الطبيعية تحفظ الشَّيْء الشبيه بهَا وَأما الْأَبدَان الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال فالهواء المشاكل لَهَا يحفظها على حَالهَا والمضاد ينقلها عَن حَالهَا.
لى: يَنْبَغِي أَن نتم النّظر فِيهِ.
قَالَ: الْهَوَاء الْجيد هُوَ الَّذِي فِي غَايَة الصفاء والنقاء وَإِنَّمَا يكون هَكَذَا إِذا لم يكدره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute