للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أَوْقَات الْأَمْرَاض الْكُلية والجزئية)

(تعرف النضج وحركتها والمسمى مِنْهَا حاد وَغير حاد ومزمن وتعرف) (هَل بَدَت بالعليل نوبَة حمى أَو تبدو وتعرف عظم الْمَرَض وصغره وسحنة) (الْمَرِيض) قَالَ ج فِي الأولى من البحران:

٣ - (أَوْقَات الْأَمْرَاض أَرْبَعَة)

ابْتِدَاء وتزيد وانتهاء وانخطاط. وتحديد هَذِه الْأَوْقَات لَا يكون بِعَدَد الْأَيَّام لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون أَوْقَات أمراض تَنْقَضِي فِي أَرْبَعَة أَيَّام مُتَسَاوِيَة لأوقات أمراض تَنْقَضِي فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي الْمثل لِأَن ابْتِدَاء الأول يَوْم وصعوده يَوْم وانتهاؤه يَوْم وانخطاطه يَوْم فِي الْمثل وَابْتِدَاء الآخر عشرَة وَكَذَا جَمِيع أوقاته مثلا.

قَالَ: كثير من الْأَطِبَّاء ينظر لتعرف أَوْقَات الْحمى الْكُلية إِلَى تقدم النوائب فَقَط. وَهَؤُلَاء يلْزمهُم تَقْصِير فِي الْمعرفَة بِقدر مرتبَة الْأَمر الَّذِي لم ينْظرُوا فِيهِ من هَذِه الْأُمُور إِنَّمَا يُمكن أَن يحدس حدساً صَحِيحا مقرباً على تعرف أَوْقَات الْمَرَض من أَن تجمع النّظر فِي هَذِه كلهَا أَعنِي النّظر فِي تقدم النوائب وتأخرها وطولها وقصرها وسهولتها وصعوبتها وَفِي نَظَائِر هَذِه الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا فِي وَقت الفترة.

لي نَظَائِر هَذِه الْأَشْيَاء يُرِيد بهَا أَن تنظر فِي وَقت فَتْرَة الْحمى إِلَى طول الفترة وَتنظر حَال الْبدن فِي الْخُف والثفل.

قَالَ: فَأَما تقدم النوائب فَقَط فَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة كَافِيَة على أَن الْمَرَض متزيد لِأَنَّهُ قد تكون حميات تتقدم نوائبها أبدا إِلَى أَن تَنْقَضِي ربعا وغباً ونائبة فِي كل يَوْم وَتسَمى حميات مُتَقَدّمَة الدوار وحميات مُتَأَخِّرَة الأدوار إِلَّا أَن التزيد فِي هَذِه النوائب فِي التَّقَدُّم أَو فِي التَّأَخُّر على قِيَاس مَا سلف يدل على الْوَقْت وَذَلِكَ أَن تزيد التَّأَخُّر يدل على انحطاط وتزيد التَّقَدُّم على التزيد.

وَأما التَّقَدُّم والتأخر بمقادير مُتَسَاوِيَة فَلَا يدل وَلَا على وَاحِد من الْوَقْتَيْنِ.

لي مِثَال ذَلِك أَن حمى غب كَانَت أدوارها تتقدم على كل دور سَاعَة فَصَارَت تتقدم على كل دور ساعتين فَهَذَا يدل على التزيد وبالضد.

وَأما إِذا كَانَت تتقدم كل ألف هـ دور سَاعَة إِلَى انْقِضَائِهَا أَو تَأَخّر عَنْهَا فِي كل دور سَاعَة على وَاحِد من الْوَقْتَيْنِ.

قَالَ: وَقد يَنْبَغِي أَلا تقتصر على النّظر فِي: هَل تقدّمت النّوبَة الثَّانِيَة فَقَط دون أَن تنظر

<<  <  ج: ص:  >  >>