للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَلذَلِك لَا)

يحدث مَعَه نافض لَكِن برد فِي ظَاهر الْبدن وأطرافه فَأَما إِن كَانَ ينتفض نفضاً شَدِيدا كَمَا يحدث عَن المرار فَلَا لِأَن المرار شَدِيد اللذع للأعضاء الحساسة. خَاصَّة نافض البلغمية أَن برد ظَاهر الْبدن والأطراف وَلَا يرعد وتعسر سخونته وَيطول مكثه وزمان تزيده.

ابْن ماسويه: يرد هَذِه يكون بِلَا نخس بل كَأَنَّهُ قَائِم فِي ثلج.

٣ - (دَلَائِل البلغمية)

يكون فِي ابتدائها برد وتبطء سخونتها وصعودها فَإِذا صعدت كَانَت مؤدية لِأَن الطبيعة تقَابل الْبرد بِمَا تقابله من الْحر وَصغر النبض وبطئه واختلافاً مَعَ سَعَة فِيهِ تزيد فِي عرض وَيكون مَعهَا غثى إِذا أمعنت ووجع الْمعدة ولون أصفر أَبيض وتهيج وَعظم طحال ودورها فِي الْأَكْثَر عشَاء ويخالط رجيعهم بلغم وخاصة إِن لم يكن حَار المزاج وَلَا تنقى فتراتها وآخذها ثَمَان عشرَة سَاعَة وفترتها سِتّ سَاعَات وَلَيْسَت نقية وقيء بلغم وأفواههم رطبَة والعطش قَلِيل والنضج عديم وتصحح أمرهَا عنْدك السن والمزاج وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير البلغمي وَكَثْرَة دُخُول الْحمام بعد الطَّعَام.

قَالَ: وَيكون من البلغمية محرقة والمحرقة مَا كَانَ لهيبها حول الْقلب أَكثر مِنْهُ فِي جَمِيع الْبدن.

قَالَ: وَيكون ذَلِك من بلغم عفن مالح.

قَالَ: أبدأ فِيهَا إِذا كَانَت الْقُوَّة بتليين الْبَطن بِنصْف رَطْل من مَاء اللّبَاب وَخَمْسَة دَرَاهِم من لب القرطم وَعشرَة من الفانيذ وَإِن اضطررت إِلَى مَاء الشّعير فاسقه مَعَ السكنجبين العسلى وطبيخ الكرفس والرازيانج وَأَن كَانَ مَاء الشّعير يحمض فِي معدته فاسقه بدله مَاء الْعَسَل وَلَا تمنع الْقَيْء فِي هَذِه الْحمى وخاصة فِي المبدأ فَإِن الْحمى إِنَّمَا تنقص وتنقضي بذلك فَإِن كثر حَتَّى يضعف فاسقه بالميبة وَرب الرُّمَّان بالنعنع وَلَا تعالجه بالعلاج الرطب لِأَنَّهُ يطول الْحمى إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَلَا تدهن رَأسه وَلَا تنطل عَلَيْهِ وَلَو لحقه صداع إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وأكب رَأسه حِينَئِذٍ على طبيخ مرزنجوش ألف هـ ونمام وَطَعَامه فَلْيَكُن سلق مَعَ زَيْت وَحب الرُّمَّان وَلَا يكثر الطَّعَام فتطول الْحمى وَلَا يلطغه جدا لِأَنَّهَا طَوِيلَة وَإِن صَعب الْبرد فاطلبه فِي بَاب النافض فَإِن لم تكن الْمَادَّة كَثِيرَة الغلظ فالسكنجبين نَافِع وَإِن كَانَت غَلِيظَة فضار وَاحْذَرْ المَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ يغلظ الْمَادَّة فَيطول الْحمى وَالْمَاء الْحَار نَافِع جدا ويسكن الْعَطش فِيهَا فَإِن لكم يجِئ الْقَيْء فاستدعه بالعجل والشبث والسكنجبين وَبعد الْقَيْء أعْطه طبيخ الأنيسون)

ومصطكي ونعناً وصير طَعَامه فِي وَقت سُكُون الْحمى ولتكن معدته خَالِيَة فِي وَقت النّوبَة وَيكون بَين الطَّعَام والدور مَا أمكن من الطول وَغير مَاءَهُ بسكنجبين على قدر الْحَاجة إِلَى أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن جَاوَزت فَاسق مَاء الرازيانج والكرفس وأقراص الْورْد والجلنجبين وطبيخ الغافث وَالْأُصُول والبزور وَإِن أزمنت فطبيخ الصعتر والزنجبيل والفوذنج والورد نَافِع. وَالْحمام نَافِع فِي هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت الْقُوَّة مُمكنَة وَشرب بِمَاء حَار وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>