للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيهمَا بالقيء.

الْأَدْوِيَة المسهلة فِي الْأَكْثَر تضر بِفَم الْمعدة فَمن الْوَاجِب إِذا أَن تخلط بهَا العطرية لتصلحها. قَالَ: وَأعظم ألف ألف فَسَاد يَقع فِي تركيب الْأَدْوِيَة المسهلة أَن تكون مختلة فِي زمن الإسهال فيسهل أَحدهمَا سَرِيعا وَالْآخر بطيئاً لِأَن الإسهال حِينَئِذٍ يكون بطيئاً بعضه وسريعاً بعضه فَيَقَع الِاضْطِرَاب وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَرِيعا يخرج مَعَ طَائِفَة من الدَّوَاء الآخر وَلَا يكَاد يعْمل عمله)

ثمَّ يَبْتَدِئ الْإِبْطَال يعْمل فِي كد وبطا وَإِنَّا إِذا خلطنا أدوية تسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة ثمَّ كَانَ فِي مِقْدَار زمَان إسهال متفاوتاً فَلَا ضير فِي إخلاطهما الْبَتَّةَ. (الاستفراغات كلهَا وجهة اسْتِعْمَالهَا) (وقانون المسهل وإصلاحه) لي يسلم من تفَاوت أزمان الإسهال بِأَن تتفقد أجرام المسهلات فَإِن الْقوي الَّتِي مِنْهَا فِي عصارات وصموغ تنْحَل قواها أسْرع مِمَّا تنْحَل القوى الَّتِي هِيَ فِي الْأُصُول والبزور مَتى أوردت الْجوف نَفسهَا فَإِذا أردْت ذَلِك فاستخرج قوى هَذِه وامزجها بِتِلْكَ لتتحلل تحليلاً مُتَسَاوِيا فِي الزَّمَان وَأَيْضًا فاجهد فِي جودة اخْتِلَاط الْأَدْوِيَة بَعْضهَا بِبَعْض فَإِنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك لم تعْمل إِلَّا فِي زمَان وَاحِد. قَالَ: طبائع المسهلة مضادة لنا قتالة لَكِن القليلة تنفعنا وَلذَلِك يجب أَن نعني بِأَن نخلطها بالدابغة لفم الْمعدة. قَالَ: والأفاوية تدفع وغائلتها وَتصْلح الْمعدة وَتعين على الإسهال لِأَن طبعها ملطف وَشرب مَاء الشّعير بعد الإسهال يمحو أثر الدَّوَاء وَيصْلح كيفيته لِأَن الدَّوَاء يلتزق مِنْهُ فِي مَمَره بالمري والأمعاء والمعدة وَتبقى مِنْهُ بَقِيَّة فَإِذا شرب بعد الإسهال شَيْء مِنْهُ غسل ذَلِك وَأخرجه وَلَا يجب أَن يشرب وَقت الإسهال وَلَا يَنْبَغِي أَن يغذا العليل بعد شرب الدَّوَاء إِلَّا أغذية قَلِيلا ليقوي الهضم وَألا يفْسد لِأَن الْقُوَّة تضعف بالإسهال ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة.

٣ - (الْمقَالة الثَّالِثَة:)

٣ - (بجذبه الأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم.) الأولى من الْفُصُول: واستفراغ الْجِسْم دَائِما من الْخَلْط الْأَغْلَب وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ من لون الْبدن وَإِن كَانَت الكيموسات قد غارت فاستدل على مَا تحْتَاج أَن تفرغه من التَّدْبِير وَالسّن وَالْمَرَض والمزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء وَجُمْلَة ذَلِك كُله أَي الإستفراغات كَانَ بدواء أَو من قبل نَفسه إِن كَانَ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ ذَلِك وخفف على الْجِسْم وَسَهل اجتذابه وبالضد. ٣ (الأولى من الْفُصُول:) ٣ (لَا يجب أَن يفرط فِي استفراغ مَا يستفرغه) ٣ (الْبَتَّةَ وَاجعَل ذَلِك مِمَّا لَا يضعف الْقُوَّة فَإِن ضعفت فامسك عَن الاستفراغ وَإِن كَانَ قد) ٣ (بَقِي مِمَّا يحْتَاج إِلَى استفراغه بَقِيَّة فَإِن الْخطر فِي الاستفراغ عَظِيم وَإِذا كَانَ الاستفراغ) ٣ (من الْخَلْط الَّذِي يَنْبَغِي فاغتنم مَا جَاءَ مِنْهُ وَإِن كَانَ كثيرا مَا دَامَ الْمَرِيض يحْتَملهُ وَحَيْثُ)) ٣ (يَنْبَغِي فاستفرغ إِلَى أَن يحدث الغشى.)

<<  <  ج: ص:  >  >>