ج: إِذا كَانَت الأخلاط قد مَالَتْ بِقُوَّة قَوِيَّة نَحْو مَوضِع مَا فليمنع مِنْهَا بالجذب وَمن أَنْوَاع هَذَا الجذب: شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا مَالَتْ الأخلاط ميلًا قَوِيا إِلَى الصَّدْر والمعدة والقيء إِذا كَانَت مائلة إِلَى أَسْفَل والحقن الحادة عِنْد شدَّة الْقَيْء ودرور الْبَوْل بالعرق والعرق بِهِ وإسهال الْبَطن بالبول وَالْبَوْل بِهِ وَبِهِمَا جَمِيعًا والمحاجم على الْأَعْضَاء ألف ألف الْمُشْتَركَة والأدوية الحريفة عَلَيْهَا كَمَا تُوضَع الْأَدْوِيَة الحريفة على أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ عِنْد ميلان الفضول نَحْو الرَّأْس وَنَحْو الأحشاء.
أبقراط: مَتى مَال إِلَى أَسْفَل فَإلَى فَوق وبالضد. ج: يُمكن أَن يكون الجذب على المضادة فالجذب مَا مَال إِلَى أعالي الْجِسْم إِلَى أسافله)
وبالضد والمائل يمنة إِلَى يسرة والمائل إِلَى دَاخله إِلَى خَارجه والمائل إِلَى قُدَّام إِلَى خلف كَمَا تجذب مَادَّة الْعين بالمحجمة على النقرة وَيفجر الْعرق فِي الْجَبْهَة لوجع الْقَفَا. قَالَ: وَكَانَ غُلَام حمل ثقلاً وَمضى بِهِ فِي يَده فورمت يَده فَأمره طَبِيب أَن يحمل ذَلِك الثّقل بِالْيَدِ الْأُخْرَى ويمضي بِهِ مَسَافَة بعيدَة كالمسافة الْأُخْرَى فسكن ذَلِك الورم على الْمَكَان. وَقَالَ: أَنا أفعل شَبِيها بِهَذَا وَذَلِكَ أَنِّي أعمد إِلَى الرجل العليلة فاعصبها من فَوق إِلَى أَسْفَل وأضع على الصَّحِيحَة أدوية مسخنة كَمَا أجتذب الْمَادَّة إِلَى الرجل الْأُخْرَى. قَالَ: وأفصد إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة من الْيَد الْمُقَابلَة. قَالَ: فَأَما جذب الدَّم إِلَى الرجل الْأُخْرَى وَشد العليلة فَلَيْسَ جذب الْمُقَابلَة بل نوع من سد المجرى عَنهُ وإزالته إِلَى غَيره وَقد يستفرغ مَا فِيهَا وَالْحَرَكَة تعين على استفراغ الْموَاد والسكون بالضد فَلذَلِك إِن أردْت أَن تفعل المقيء والمسهل أَكثر فألزمه الْحَرَكَة لَا النّوم وعود من تُرِيدُ أَن تقيئه وتسهله لَعَلَّه بِهِ رَدِيئَة على ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا.
فِي جذب الْموَاد مِمَّا يجذب الْموَاد بِقُوَّة قَوِيَّة أَن تؤلم الْعُضْو الْمُقَابل للعضو العليل ألماً شَدِيدا فَإِنَّهُ يجتذب بذلك الْمَادَّة إِلَيْهِ إِذا رَأَيْت الْجِسْم يستفرغ خلطاً هُوَ لَهُ مؤذ فتقيأ لذَلِك كثيرا فاغتنم ذَلِك وَإِن قصر فأعنه وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِغَلَبَة الأخلاط وبسهولة احْتِمَال الْجِسْم لذَلِك الاستفراغ وَخِفته عَلَيْهِ فأدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تدره واحبس مَا يضر ويعسر احْتِمَال الْجِسْم لَهُ.
الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: كَانَ رجل الْغَالِب عَلَيْهِ دم كثير فضمن لَهُ الرائض أَن ينقص دَمه بالرياضة الصعبة فَلَمَّا أَخذ بِهِ فِي الرياضة الصعبة صرع على الْمَكَان. قَالَ: حَيْثُ يكون ميل الْموَاد الدموية شَدِيدا وَالْقُوَّة قَوِيَّة فاستفرغ الدَّم من جِهَة الضِّدّ واتركه إِلَى أَن يحدث الغشيء والدك بالأدوية الحارة للجانب المضاد والرباط فَإِن الفصد وَإِخْرَاج الدَّم الْكثير من الضِّدّ من أبلغ أَشْيَاء فِي جذب الْمَادَّة وَكَذَلِكَ والدلك الشَّديد والأدوية الحارة. قَالَ: وَأولى الأخلاط بالاستفراغ السَّوْدَاء ثمَّ البلغم إِذا نضج وَانْحَدَرَ إِلَى أَسْفَل وَأحذر الإسهال فِي أَيَّام النوائب وَأَيَّام البحران وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِيهَا تكون مائَة إِلَى الْعُلُوّ فيعسر الإسهال وَعَلَيْك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute