للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي على مَا رَأَيْت: لَا شَيْء أبلغ فِي قلع البلغمية من الْقَيْء لكنه يضعف ألف هـ الْمعدة)

جدا والمعدة تضعف فِي هَذِه الْحمى. والإسهال وَإِن كَانَ نَافِعًا فِي هَذِه الْحمى فَلَيْسَ بالبالغ فَلَا شَيْء أصلح من الْجُوع الطَّوِيل وَالنَّوْم عَلَيْهِ والرياضة وإدرار الْبَوْل لِأَن بِهَذِهِ ينضج بعض البلغم ويستفرغ بعضه.

من الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: لست أسمي النافض حس الْبرد الشَّديد فِي الْبدن بل أسمي بِهِ مَا يحدث النفضة والرعدة.

لي فَلذَلِك نقُول أَنه لَيست مَعَ حمى بلغمية نافض وَمَعَ الصَّفْرَاء ذَلِك لِأَنَّهُ قد صَحَّ بالتجربة أَن الْحس بالبرد واصطكاك الْأَسْنَان يكون فِي جَمِيع حميات البلغم وَإِن كَانَ برده فِي أَوَائِل الحميات لَا يبلغ هَذَا فَلَيْسَتْ عِلّة بلغمية قَوِيَّة.

من جَوَامِع الحميات: الْحَادِثَة عَن عفونة بلغم مِنْهَا مَا يكون من بلغم زجاجي ويتقدمها أبدا نافض وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم مالح ويتقدمها اقشعرار وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم حامض ويتقدمها برد وَمِنْهَا مَا يكون من بلغم حُلْو وَلَيْسَ يتقدمها من هَذِه شَيْء.

جَوَامِع اغلوقن: يفرق بَين البلغمية وَالرّبع بِأَنَّهُ لَا يكون فِي انحطاط البلغمية عرق وَلَا ينقى الْعرق فِي حَال الفترة وَلَا تحْتَاج إِلَى دَلِيل لَازم للبلغمية أخص من فقد الْعرق.

قَالَ: وَهَذِه الْحمى لِأَنَّهَا لَازِمَة أَكثر الْأَوْقَات وَلِأَن فَم الْمعدة يضعف مَعهَا وَيحدث غشي وَقلة شَهْوَة واستمراء فَتسقط الْقُوَّة وخلطها غليظ لَا ينضج سَرِيعا وَتسقط الْقُوَّة قبل ذَلِك.

جورجس: إِذا صاعدت الْقُوَّة فِي ابْتِدَاء البلغمية فَخذ صبرا عشرَة مَثَاقِيل ومصطكي مِثْقَالا وإهليلجا أصفر أَرْبَعَة مَثَاقِيل وتربداً مِثْقَالا واجعله حبا واسقه مِنْهُ مثقالين. وَإِن شِئْت فاسقه نَقِيع الصَّبْر بنقيع الشاهترج والباداورد ثمَّ إِذا نفضته فألزمه أَقْرَاص الْورْد وَبعدهَا إِن طَالَتْ فأسهل أَيْضا واسق أَقْرَاص الغافث وقو الْمعدة مَا أمكن.

اغلوقن قَالَ: اسْقِ فِيهَا سكنجبينا فِي الْأَيَّام الأولى وَمَا يدر الْبَوْل باعتدال وَاجعَل جملَة تَدْبيره بِمَا فِيهِ فضل لطافة وَعند المنتهبى فأدم الْعِنَايَة بِفَم الْمعدة فَإِذا انْتَهَت فالقيء بالفجل بعد التملؤ من الطَّعَام والإسهال بِمَا يخرج البلغم وواتر ذَلِك.

جَوَامِع اغلوقن قَالَ: فِي أول البلغمية إِلَى أَن يجوز ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَيَّام لَا يسقى سكنجبينا وَلَا يسقى شَيْئا يُطْفِئ شَدِيدا ليذوب البلغم بحرارة الْحمى فَإِن الْحمى إِذا واظبت كل يَوْم إذابته ثمَّ أعْط سكنجبينا وَنَحْوه ولتعن بالمعدة وَبعد الِانْتِهَاء اسهل البلغم وقيء مَرَّات ألف هـ)

متتابعة.

٣ - (جَوَامِع الحميات غير المفصلة)

لَا يَخْلُو صَاحب البلغمية من ألم فِي الْمعدة والكبد.

ابْن ماسوية قَالَ: فِي حمى البلغم لطف التَّدْبِير إِلَى السَّابِع إِن نقصت نُقْصَانا كثيرا فَمر على ذَلِك وَإِن لم تناقص فغلظ التَّدْبِير بِحَسب مَا ترى لِأَنَّهَا مزمنة وَلَا يَنْبَغِي أَن تسْقط الْقُوَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>