محى الْقَيْء من الْمعدة مَتى ضعفت عَن احْتِمَال الْغذَاء وإحالته وَيكون هَذَا من الكبد لضعف قوتها الْمُغيرَة للدم وَأما الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردى فَإِنَّهُ عِنْد مَا لَا ينفذ الدَّم من الكبد وَيبقى مُدَّة طَوِيلَة.
من تشريح أرسطاطاليس قَالَ: الشّركَة بَين الكبد وفم الْمعدة بعصبة رقيقَة جدا وَإِذا حدث فوَاق عَن ورمها دلّ على أَن الكبد بهَا آفَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَن كل عُضْو تكون مشاركته للْآخر مُشَاركَة ضَعِيفَة جدا لَا تناله من أَجله آفَة إِلَّا من مرض قوي جدا بذلك الْعُضْو وَذَلِكَ حَال الكبد مَعَ فَم الْمعدة وَإِن مشاركتها يسيرَة.
٣ - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
(ألف ب) قَالَ: مزاج الكبد الْحَار يُولد السَّوْدَاء والبارد يُولد الدَّم البلغمي وَمَتى لم يكن مفرط الْحَرَارَة ولد الصَّفْرَاء وَإِذا لم يفرط فِي الْحَرَارَة جدا بل قَلِيلا ولد البلغم قَلِيلا.
اخْتِلَاف الدَّم الْأسود يكون إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم على مَا يجب إِلَّا أَنه قد عرض فِيهَا سدد أَو ورم أَو غَيره مِمَّا يمْنَع نُفُوذ الدَّم إِلَى قُدَّام فَيبقى فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة فيحترق ويسود فَإِذا دَفعته الكبد دَفعته إِلَى الأمعاء وَأما الشبيه بغسالة اللَّحْم فَيكون لضعف الْقُوَّة.