لَا تكون فِي الدق ابْتِدَاء نوبَة بعد الأولى وَلَا تزيد وَلَا نِهَايَة وَلَا انحطاط.
قَالَ: حمى دق تحدث بعقب حميات العفن أَو غَيرهَا إِذا طَالَتْ وَإِذا كَانَت سخنة جدا وتحدث بعقب الطَّوِيلَة وخاصة إِن كَانَت سخنة جدا الذبولية فَأَما مَا يحدث بعقب الحميات الَّتِي لم تطل مدَّتهَا أَو لم تكن شَدِيدَة الاحتراق فالدق الْمُبْتَدِئ فَإِن تزيد صَار بعد إِلَى الذبول.
من جَوَامِع أَصْنَاف الحميات: الدق تحدث بعقب حميات محرقة حدثت مَعَ أورام أَو بِغَيْر أورام أَو بعقب حمى يَوْم حدثت عَن سهر أَو نَحوه مِمَّا يجفف المزاج وَلها ثَلَاث مَرَاتِب: مبتدئة وَهِي دق مُرْسلَة وَحدهَا مَا لم يكن غور الرطوبات غورا بَينا. والذبولية ألف هـ وَحدهَا ظُهُور عَلَامَات الذبول لَيْسَ كلهَا وَلَا فِي الْغَايَة من الْقُوَّة. ومفتتة وَهِي ظُهُور عَلَامَات الذبول قَوِيَّة مجتمعة.
والذبول إِمَّا أَن يكون مَعَ حرارة فَتكون مَعَه الْحمى الْمَعْرُوفَة بالذبولية وَهِي الصِّنْف الثَّانِي من حميات الدق أَو مَعَ برودة فَيكون إِمَّا طبيعياً كَمَا يحدث للشيوخ على طول الزَّمَان أَو يحدث
٣ - (عَلَامَات حمى الدق)
أَن تكون من سَبَب باد وَأَن تبقى مُقِيمَة لَا تقلع وَلَا تزيد وَأَن يكون الْبدن جافاً والحرارة فِيهَا حِدة وتتزيد بعد الطَّعَام وَيكون الشرايين أحر من سَائِر الْبدن.
لي هَذَا الدق الْكَائِن من حمى يَوْم فَأَما الكائنة عَن المحرقات فَلَيْسَتْ بِسَبَب باد.