للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - (فصل)

٣ - (حرارة السل) فاترة بليدَة وَتَكون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة القليلة اللَّحْم وتتزيد الْحَرَارَة فِيهَا وَقت الأستمراء وتظن أَن بِهِ سباتاً وَعَيناهُ غائرتان وبدنه قحل ونبضه صلب دَقِيق ضَعِيف.

لي: نجمل الدَّلَائِل فَنَقُول: يخص هَذِه الْحمى مُفْردَة كَيْت وَكَيْت مثل الْخَاصَّة الْحَقِيقَة ويخصها كَيْت وَكَيْت مثل الرَّسْم وَالْحَد فَنَقُول: أَن الْخَاصَّة ضَرْبَان أما مؤلف وَإِمَّا بسيط فأذا لم تصب بسيطاً طلبته مؤلفاً مثل الْحَيّ النَّاطِق الْمَيِّت.

لي: وعَلى هَذَا يَنْبَغِي أَن تبتدىء فِي أول تَحْرِيك لكتابك فَتَقول: إِذا غلبت حرارة مؤذية فِي جَمِيع الْبدن فَذَلِك حمى وَإِنَّمَا قُلْنَا مؤذية لانه قد يحدث للسكران حرارة زَائِدَة فِي جَمِيع بدنه إِلَّا أَنَّهَا غير مؤذية لِأَنَّهَا حرارة بخارية إِنَّمَا تولدت من نَمَاء الْحَار الغريزي وتكثر فَهِيَ غريزية طبيعية. وَقد تسمى الْبُرُودَة إِذا كَانَت فِي جَمِيع الْبدن وَكَانَت مؤذية حمى أَيْضا على تَشْبِيه لَهَا بالحرارة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن وَهِي وَأَن كَانَت لَا تسْتَحقّ أَن تسمى حمى لِأَن اسْم الْحمى من الْحمى فَأَنَّهَا تشبه الْحمى فِي أَنه قد حدث فِي الْبدن كُله برودة مؤذية وَإِن كَانَت هَذِه الْحَرَارَة أَو الْبُرُودَة فِي عُضْو دون عُضْو فَلم تجر الْعَادة بتسميتها حمى لَكِن يُقَال عِلّة فِي ذَلِك الْعُضْو لِأَن الفلغموني والحمرة قد تكون فِي عُضْو فَلَا يُقَال: أَن فِي الْبدن حمى لَكِن عِلّة وَإِن قيل بذلك الْعُضْو حمى كَانَ أشبه.

٣ - (فصل)

٣ - (أَجنَاس الحميات الَّتِي مَعهَا حرارة) الأول جِنْسَانِ: إِمَّا أَن يكون مَرضا أَو عرضا

وَالَّتِي تكون مَرضا جِنْسَانِ: إِمَّا عفنية وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّتِي بِلَا عفن أَو يومية أَو سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم والعفنية تَنْقَسِم قسمَيْنِ: إِلَى سونوخوس الكائنة من عفونة الدَّم وَالْغِب الْمُفَارقَة واللازمة والبلغمية الْمُفَارقَة والدائمة وَالرّبع الْمُفَارقَة والدائمة وَإِلَى ماينوب فِي كل خمس أَو سبع أَو دون ذَلِك أَو أَكثر.

الَّتِي تكون عرضا تَنْقَسِم إِلَى الَّتِي تكون مَعَ عِلّة وورم الكبد أَو الْمعدة أَو الرئة أَو الطحال أَو الْحجاب أَو المعي الصَّائِم أَو فِي الدِّمَاغ كالكائن من قرانيطس وليثرغس أَو عَن عِلّة أَو ورم آخر فِي بعض الْأَعْضَاء كالخراجات والدبيلات والأوجاع الَّتِي تستحر الْحمى.

فَأن قيل: أَن حمى يَوْم الكائنة من تكاثف الْبدن وَنَحْوهَا كَانَ يَنْبَغِي على مَا وَصفنَا أَن نعدها فِي الْحمى الَّتِي هِيَ عرض لِأَن هَذِه إِنَّمَا تعرض عَن تكاثف الْبدن وتكاثف الْبدن سَببه البردفيكون الْبرد هَهُنَا سَببا وتكاثف الْجلد مَرضا والحمى اللاحقة لَهُ عرضا.

قيل لَهُ: أَن الْمَرَض هُوَ مايضر بِالْفِعْلِ إِذا وجد بِلَا انْتِظَار لشَيْء وَلَا توَسط وَلَيْسَ تكاثف الْبدن كَذَلِك لِأَن التكاثف إِنَّمَا يضر بِالْبدنِ بحدوث الْحمى لَا بِنَفسِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>