الكبد بردا شَدِيدا فَأَما إِن تجرع مَاء بَارِدًا على الرِّيق من مزاج كبد حَار نفع وَغسل ونفع من كمون قَالَ جالينوس: شرب الشَّرَاب الْكثير المزاج الْبَارِد بِالْفِعْلِ جيد لمن بِهِ سوء مزاج حَار طبيعي أَو عرضي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يقصر عَن تبريد الْبدن وَفِيه مَعَ ذَلِك الْمَنَافِع الَّتِي تستفاد من الشَّرَاب.
السَّادِسَة من
٣ - (الْعِلَل والأعراض)
قَالَ: يلْحق التخم فِي حَال دون حَال بعض هَذِه الْأَعْرَاض: نفخ ولذع وانطلاق الْبَطن والغثي وَسُقُوط الشَّهْوَة وهيجانها المفرط والكسل وَغلظ الذِّهْن والبلادة وَثقل الرَّأْس وَالْأُذن ووجع الْفُؤَاد وتبلد الْعقل والكآبة السوداوية والقولنج ووجع الطحال والكبد والصدر والمفاصل والتكسير والحمى فَجَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض تعرض عَن التخم بِحَسب الأغذية وَحسب حالات الْبدن.
السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: أَصْحَاب الأمزاج الحارة الْيَابِسَة أقل النَّاس احْتِمَالا للجوع والعطش يحْمُونَ مِنْهُ سَرِيعا ويحتاجون أَن يباكروا الْغذَاء وَأَن يَأْكُلُوا فِي الْيَوْم أكلتين ويستعملوا الرَّاحَة وَشرب المَاء الْبَارِد وَيحْتَاج أَن تكون أغذيتهم مِمَّا يُولد خلطاً عذباً وَيكون مَعَ ذَلِك بِسَبَب تكثيره الْغذَاء فَإِنَّهُ يتَوَلَّد فيهم من الأول أخلاط ردية وَمن الثَّانِي سدد يحْمُونَ مِنْهَا. لي إِلَّا أَن يدمنوا الاستحمام والأغذية ألف ي الحلوة والدسمة تستحل فيهم إِلَى بولس: من سكر يَوْمًا فَلْيقل من الْغذَاء ويستحم ويتدلك وَيَمْشي لينفض عَن الْبدن بِقدر مَا ملأَهُ الْخمر فِي الْيَوْم الْمَاضِي فَإِنَّهُ كَذَلِك لَا يُصِيبهُ امتلاء وَمن أَرَادَ أَن يتملأ من الْخمر فَلَا يتملأ من الطَّعَام.
أوريباسيوس قَالَ: من فسد الطَّعَام فِي معدته فَإِنَّهُ إِن لَان بَطْنه كَفاهُ وَإِلَّا فليلينه باعتدال وَمن كَانَ يعتاده كَثْرَة فَسَاد الطَّعَام فِي معدته فجنبه الَّتِي يسْرع إِلَيْهَا الْفساد والزهمة وقيئه قبل الطَّعَام)
وأعطه مَا يُولد خلطاً حميدا وَلَا يكون حريفاً وَلَا مدخناً ويتعاهد المسهل باعتدال كل قَلِيل. لي هَذِه للتخمة الدخانية على أَن الإسهال ينفع جَمِيعًا من تملأ من الشَّرَاب فليتقيأ ويغتسل بِمَاء حَار وينام حَتَّى يصحو.
قَالَ: من أعظم الْخَطَأ فِي الْأَطْعِمَة التملي مِنْهَا فَإِنَّهُ وَإِن كَانَت الْمعدة قَوِيَّة فاستمرأته امْتَلَأت الْعُرُوق مِنْهَا امتلاء شَدِيدا حَتَّى تألم وتتمدد وَرُبمَا تصدعت وَرُبمَا وَقعت هيضة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن من أدمن ذَلِك عرضت لَهُ الْأَمْرَاض الامتلائية وَإِذا كَانَ فِي يَوْم مَا فقيئه على الْمَكَان قبل أَن يستمرئه فتمتلئ بِهِ الْعُرُوق وَانْطَلق الْبَطن من ذَاته فَذَاك وَإِلَّا فَأَطْلقهُ وَإِن لم تفعل ذَلِك فلتزد فِي الْيَوْم وَيشْرب المَاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يستمرئ غذاؤه استمراء جيدا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute