الفقاع: يتَّخذ من الْخبز السميذ النضج المختمر.
المَاء الغليظ: يطْبخ حَتَّى يذهب نصفه ثمَّ يطْرَح فِيهِ السويق فَإِنَّهُ يلطفه.
الطين: يُؤْكَل مِنْهُ الأرميني المقلو بالملح وَيمْنَع وينوب عَنهُ حَصى صغَار بملح ثمَّ تُؤْخَذ فِي الْفَم وتمص. ٣ (الْأَمْرَاض الحادة) الثَّالِثَة قَالَ: إِذا تعدى إِنْسَان عَادَته فِي الْمطعم وَالْمشْرَب حَتَّى يثقله إِمَّا لكثرته وَإِمَّا لِكَثْرَة المرات الَّتِي يتغذى فِيهَا تجشأ جشاء حامضاً ولانت طَبِيعَته وأصابه عِنْد النّوم قلق وكرب وَكَثْرَة التقلب على فرَاشه ودوامه وينفع هَؤُلَاءِ أَن يَنَامُوا نوماً ألف ي طَويلا لَيْلَة أَو بِقدر لَيْلَة مَعَ توق من الْبرد فِي الشتَاء وَمن الْحر فِي الصَّيف فَإِن لم يُمكنهُم أَن يَنَامُوا تَمْشُوا مشياً كثيرا رَفِيقًا مُتَّصِلا لَا يستريحون فِي الْوسط ثمَّ لَا يَأْكُلُون يومهم أَو يَأْكُلُون قَلِيلا وَيَشْرَبُونَ شرابًا قَلِيلا قَوِيا صرفا وَلَا يَنْبَغِي أَن تغير الْعَادة فِي عدد المرات لِأَن من اعْتَادَ أَن يَأْكُل مرَّتَيْنِ إِذا هُوَ أكل مرّة ضعف جدا واسترخى وسخن بدنه واحمر بَوْله وتعلقت أحشاؤه وَمن كَانَت عَادَته أَن يَأْكُل مرّة إِن هُوَ ثنى ثقل عَلَيْهِ لِأَن الْمعدة قد تعودت إِلَّا تمتد مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم وَمن كَانَ مراري الطَّبْع وَلم يُبَادر بالغذاء تقلبت معدته وَسَقَطت شَهْوَته للغذاء وَقل نَومه. لي قد سَمِعت وَرَأَيْت أَن قوما شربوا بِالْغَدَاةِ سويقاً بِمَاء بَارِد اشتهوا يومهم الطَّعَام واستمرؤه وبالضد وَرَأَيْت هَؤُلَاءِ أَصْحَاب الأكباد والمعد الحارة.
قَالَ: وَمن أَصَابَهُ هَذِه المضار من ترك الطَّعَام فليتوق الْحر وَالْبرد والتعب فَإِنَّهَا تضمر جدا بِأَكْثَرَ من الْعَادة وَيَأْكُل أكلا خَفِيفا قَلِيلا من غَد رطبا سهل الاستمراء وَيشْرب شرابًا صَالحا صرفا ويتدبر كَذَلِك يَوْمَيْنِ حَتَّى يعود إِلَى حَاله الطبيعي وَلَا يظنّ أَنه يحْتَاج أَن يتغذى أَكثر ليلحق مَا فَاتَ فَإِنَّهُ إِن أَكثر لم يهضمه لِأَن معدته قد ضعفت.
قَالَ: وتمتلئ الْمعدة من الْجُوع الطَّوِيل صديدات ردية.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: شرب الشَّرَاب بعقب الرياضة وَالْحمام على الْمَكَان قبل أَن يتَنَاوَل الْأَطْعِمَة أَو شَيْئا من الْأَشْرِبَة إِمَّا مَاء أَو غَيره يضر بِالرَّأْسِ والعصب وَأَصْحَاب الرياضة يشربون بعد الرياضة شَيْئا من المَاء الْبَارِد ثمَّ يشربون الشَّرَاب.)
قَالَ: وَلَيْسَ شرب المَاء الْبَارِد بمحمود وَلَا سليم بعقب الرياضة وَالْحمام وَيحْتَاج أَن يقدم قبله شرب مِقْدَار يسير من الشَّرَاب الممزوج بِمَاء فاتر ألف ي وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة وبالكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ مضرَّة فِي بعض النَّاس. لي الشَّرَاب الصّرْف الصلب مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار صَالح بعد الرياضة وَالْحمام ضرّ بِالرَّأْسِ والعصب فَأَما الْقَلِيل الممزوج على مَا ذكرنَا فَلَا وخاصة ضَرَره لمن كَانَ ضَعِيف الرَّأْس.
وَالْمَاء الْبَارِد الشَّديد الْبرد الْكثير بعقب الرياضة وَالْإِنْسَان يَلْهَث رَدِيء وَذَلِكَ أَنه يبرد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute