قَالَ ج: وَلست أعرف لوُقُوع البحران فِي الْأَيَّام الْوَاقِعَة عِلّة أَكثر من حفز الطبيعة لسَبَب أَذَى الْمَرَض وَلذَلِك لَا يكون ذَلِك فِي الَّتِي لَيست حادة حِدة مُطلقَة كَمَا يكون فِي الحادة.
قَالَ: والبحران الْجيد هُوَ الْكَائِن بعد النضج وَأما الْكَائِن قبل وقته فَهُوَ ردي وَذَلِكَ أَنه فِي تِلْكَ الْحَال يخرج مَعَ مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ مثل مَا يعرض لمن يزعجه حمل ثقيل أَو مصَارِع فيطرحه طرحا يَقع هُوَ أَيْضا مَعَه وقوعا شَدِيدا فَكَمَا يعرض لمن يعدو بِشدَّة فَلَا يملك نَفسه حَتَّى يَقع فِي هوائه.
والبحران فِي الْأَمْرَاض الحادة على الْأَكْثَر يكون فِي الْأَفْرَاد. ينظر فِي نُسْخَة أُخْرَى.
نَوَائِب الْحمى وانقضاؤها أَيْضا فِي الْأَمْرَاض الحادة يكون فِي الْأَفْرَاد لِأَن نَوَائِب الْحمى فِي الْأَمْرَاض الحادة فِيمَا يَنُوب غبا وَإِنَّمَا صَار انقضاؤها أَيْضا فِي الْأَفْرَاد لِأَن انْقِضَاء النّوبَة الثَّانِيَة فِي الْيَوْم الثَّالِث. يحْتَاج أَن تنظر هَهُنَا فِي نُسْخَة أُخْرَى. فَإِنَّهُ ذهب من نسختنا كَلَام فِيهِ بَيَان هَذَا.
قَالَ جالينوس: لما كَانَ البحران إِنَّمَا يكون فِي نَوَائِب الْحمى وَوَقعت نَوَائِب الْحمى فِي الْأَفْرَاد وَجب أَن يكون البحران فِي الْأَفْرَاد إِلَّا أَن يعرض محرك يَدْعُو إِلَى تقدم أَو تَأَخّر.
بحران الْحَادِي عشر كثيرا مَا يتَقَدَّم فَيكون فِي التَّاسِع عِنْد شدَّة الإزعاج وَأما بحران السَّابِع فَقل مَا يكون فِي التَّاسِع.
أَكثر مَا يكون البحران فِي أَيَّام الأدوار أَو الْوَاقِعَة أَو فِي الْأَفْرَاد وَقد يَقع فِي أَي يَوْم اتّفق إِذا أزعج الطَّبْع من مزعج.
إِذا كَانَ الْمَرَض لَازِما كَحمى سونوخوس فَلَيْسَ فِيهِ للأفراد على الْأزْوَاج فضل فَأَما فِي الغب والمطريطاؤس وَنَحْو ذَلِك من اللَّازِمَة الَّتِي تخف وتهيج فلهَا فضل.
قَالَ: وَقد يكون أمراض تكون فِي الثَّانِي أثقل من الأول وَفِي الرَّابِع أثقل من الثَّالِث وَبِالْجُمْلَةِ فنوائبها)
وشدتها كلهَا فِي الْأزْوَاج وَهَذَا إِذا كَانَ قَوِيا قبل السَّادِس وتوقع شدَّة هَذَا أبدا فِي الْأزْوَاج.
قَالَ: والنوائب فِي الْأَمْرَاض المزمنة تكون فِي الْأزْوَاج.
٣ - (علل الأسابيع)
لما كَانَ الْقَمَر يقطع كل ربع من الْفلك فِي سَبْعَة أَيَّام غير شَيْء لم يجب أَن تعد الأسابيع تَامَّة وَلذَلِك تصير ثَلَاثَة أسابيع عشْرين يَوْمًا لِأَن كل أُسْبُوع سَبْعَة أَيَّام إِلَّا شَيْئا.
الْعلَّة فِي أَنه قد يكون البحران فِي الْعشْرين وَالْوَاحد وَالْعِشْرين: إِذا كَانَت نوبَة الْحمى تحركها فِي الْأَفْرَاد أَكثر مَال إِلَى الْوَاحِد وَالْعِشْرين. فَأَما الْعشْرُونَ فَلِأَنَّهُ يَوْم باحوري صَحِيح فِي الْمَرَض الَّتِي تكون نوبَته فِي الْأزْوَاج.