للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَمِمَّا يخْتم جَمِيع ذَلِك: الْوَقْت والمزاج وَعَادَة العليل فَإِن كَانَ ربيعا وَهُوَ شَاب وَكَانَ من عَادَته أَن يرعف كثيرا فِي صِحَة ومرضه فليزدد رجاؤك أَنه يرعف وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مرضى ذَلِك الزَّمَان يجيئهم البحران برعاف وَكَانَ العليل قد انْقَطع عَنهُ دم كَانَ يجْرِي مِنْهُ وَنَحْو ذَلِك.

جَوَامِع أغلوقن: الْأَعْرَاض الدَّالَّة على البحران الْعرق والنافض فِي غير وقتهما والصداع الْعَارِض بَغْتَة وضيق النَّفس الْعَارِض بَغْتَة. والأرق والخفقان وتورم مراق الْبَطن بِلَا وجع والاختلاط وَشدَّة القلق وخاصة بِاللَّيْلِ عَن غير سَبَب يُوجب ذَلِك وَتقدم نوبَة الْحمى على غير الْعَادة والرسم وانحدار الدُّمُوع وَحُمرَة الْعين وحركة اللحى والشفة السُّفْلى والتخييلات الَّتِي لَا حَقِيقَة لَهَا بالبصر وَحُمرَة الْوَجْه وأرنبة الْأنف بَغْتَة وورمه.)

من النبض الْكَبِير قَالَ إِذا رَأَيْت النبض الْمُخْتَلف قد أَخذ أَن يكون أَكثر مَا فِيهِ النبضات الشاخصة دَائِما وَنقل المتطأطئة فَاعْلَم أَن الطبيعة قد قهرت الْخَلْط وَعند ذَلِك يقبل النبض إِلَى الاسْتوَاء وَيكون بحران باستفراغ ضَرُورَة فَإِن كَانَت عَلامَة الدَّم كَانَ بالرعاف وَإِن كَانَت عَلَامَات الْعرق فبالعرق وَإِن كَانَت عَلَامَات الْقَيْء فبالقيء وَإِن لم تكن هَذِه فباستفراغ الْبَطن وَإِن كَانَ النبض الْمُخْتَلف من الأَصْل بلغميا وَكَذَلِكَ الْعلَّة فَإِنَّهُ يكون بخراج.

قَالَ: البرَاز وَالْبَوْل اللَّذَان ظهرا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة كَانَ أصلح من أَن يظهرا بعد تماديها.

قَالَ فِي أَيَّام البحران: الرعاف إِذا ظهر فِي الرَّابِع عشر دلّ على عسر البحران.

٣ - (العلامات الجيدة والرديئة)

مِمَّا يدلك على سرعَة الْبُرْء ظُهُور الدَّلَائِل المحمودة من أول الْأَمر وَيدل على سرعَة الْمَوْت ضد ذَلِك. ٣ (فِي أدوار الحميات) وعللها وتحصيلها: الْحَاجة إِلَى تَحْصِيل أدوار الحميات عَظِيم الْعِنَايَة فِي تعرف نوع الحميات وَذَلِكَ أَنه لما كَانَت الحميات إِذا تركبت حدث لَهَا أدوار تشبه أدوار بعض الحميات المفردة.

لم يُؤمن على من كَانَ ينظر فِي تعرف نوع الحميات إِلَى أدوارها فَقَط وَلم يحصل وَيعلم الأدوار الَّتِي تولد الحميات المركبة الَّتِي تشبه أدوار البسيطة: أَن يظنّ بِبَعْض الحميات المفردة أَنَّهَا مركبة وببعض المركبة أَنَّهَا مُفْردَة وَنحن قَائِلُونَ فِي ذَلِك ونلخصه بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَنَقُول: إِن من الحميات مَا يَنُوب كل يَوْم وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا فيوما لَا وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا ويومين لَا وَمِنْهَا مَا يَنُوب يَوْمًا وَثَلَاثَة أَيَّام لَا فَهَذِهِ هِيَ الْخمس وَقد ذكره أبقراط أَن مِنْهَا مَا يَنُوب سدسا وتسعا وَقد رَأينَا نَحن حمى تنوب كل شهر يَوْمًا وَحكى لنا من نثق بِهِ أَنه قد تفقد حمى تنوب كل سنة يَوْمًا.

وَالْحَاجة إِلَى تَحْصِيل أدوار الحميات المتقاربة النوائب قَالَ: يَقع فِيهَا الْغَلَط والتشبه بالبسيطة وَنحن نكتب أَولا مَا لحقنا من ذَلِك فِي الْكتب ثمَّ نحصل ذَلِك ونجعله قانونا على

<<  <  ج: ص:  >  >>