للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من كتاب الفصد قَالَ: من كَانَ بِهِ نقرس أَو وجع فِي المفاصل يَنْبَغِي أَن يستفرغوا فِي أول الرّبيع بالفصد أَو بالإسهال فَإِنِّي قد أبرأت خلقا مِنْهُم بالاستفراغ فِي الرّبيع وتعاهد الاستفراغ حَيْثُ يحسون بنوبة الْعلَّة.

قَالَ: وَمن الْبَين أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يجب أَن يكون تدبيرهم معتدلا فِي اللطافة وَذَلِكَ أَن من كَانَ من هَؤُلَاءِ مختلطا فِي تَدْبيره مكثرا لشرب الشَّرَاب فَلَيْسَ ينْتَفع كَبِير نفع بالإسهال وَلَا بالفصد لِأَن الأخلاط الْبَتَّةَ تَجْتَمِع فِي بدنه كثيرا سَرِيعا لسوء تَدْبيره وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا يقرب علاجه أصلا وَأما من كَانَ مُطيعًا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه بالفصد (ألف ج) والإسهال فِي أول الرّبيع ثمَّ اسْتِعْمَال الرياضة بعد ذَلِك وتلطيف التَّدْبِير. ٣ (الفصد) وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي لأعْلم أَنِّي قد أبرأت غير مرّة الْعلَّة الَّتِي تسمى النقرس باستفراغ الدَّم من الرجل وَذَلِكَ يكون مَتى لم تكن الْعلَّة من برد لَكِن كَانَت من أجل امتلاء فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك وَلذَلِك صَار انْتِفَاع من بِهِ هَذِه الْعلَّة بفصد الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة أَكثر من انتفاعه بفصد الصَّافِن. وَأما الْحجامَة فَلَا يكَاد يكثر نَفعهَا لَهُم. لى ج: لَا يذكر عرق النسا الْبَتَّةَ كَأَنَّهُ شَيْء لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويستغني عَنهُ بالفصد من مابض الرّكْبَة وَمَا مَحل عرق النسا عِنْدِي إِلَّا مَحل الأسليم من الباسليق فَإِن الأسليم أَيْضا يستبان لَهُ فضل نفع على الباسليق وَإِن كَانَ يتشعب مِنْهُ وَيُقَال: أَن ذَلِك لطول الجذب والنسا يفضل على الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة كَذَلِك وَلِأَنَّهُ خَارج فَكَأَنَّهُ أجذب من الورك. وَالْأَمر بَينه وَبَين الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة قريب النَّفْع فَأَما الصَّافِن فبعيد كَمَا قد شهد بِهِ حنين.

من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الورك فَظهر بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع لَا توجعه واعترته فِيهِ حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين. قَالَ: يعرض للمنقرسين الورم أَو وجع الْقدَم فَيبْدَأ الوجع مرّة من إِبْهَام الرجل وَمِنْهُم من يبْدَأ بِهِ من الْعقب أَو من أَسْفَل الْقدَم والورم الْكَائِن فِي الْقدَم رُبمَا تغير لَونه عَن لون الْبدن وَرُبمَا كَانَ بلونه وَرُبمَا كَانَ الوجع مَعَ حرقة وَرُبمَا كَانَ بِلَا حرارة الْبَتَّةَ وَرُبمَا كَانَ مَعَ برودة شَدِيدَة وَقد يكون فِي الْقَدَمَيْنِ جَمِيعًا وَرُبمَا بلغت شدَّة الوجع إِلَى السَّاقَيْن وَالركبَة وَإِلَى المثانة والمقعدة وَمِنْهُم من تطول خصيتاه فَإِذا طَال بِهِ هَذَا السقم انتفخت ساقاه وفخذاه. فَأَما أَصْحَاب وجع المفاصل فَإِنَّهُ قد يكون بهم فِي جَمِيع المفاصل ورم ووجع فِي الصلب وَرُبمَا نبت اللَّحْم فِيمَا بَين مفاصلهم وخاصة بَين الْأَصَابِع وتلتوي الْأَصَابِع وتمتد وتلتوي مفاصلها ويشتد الوجع حينا ويخف حينا ويزمن وَيطول بهم وجع الظّهْر فَأَما وجع الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي العضلات الدَّاخِلَة والخارجة وَفِي الخرز ويعرض لَهُم من الأكباب على الحقو وَالْحمل الثقيل ويعرض أَن يمْتَنع صَاحبه من الانحناء وَمن بسط الصلب جدا ويدمن وَرُبمَا لم يدمن وَإِذا كَانَ بِهِ الورم فِي العضل الظَّاهِر وجد

<<  <  ج: ص:  >  >>