للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فِي تعرف النضج قَالَ: لِأَن الحميات مرض يكون فِي الْعُرُوق الضوارب وَاجعَل دليلك على النضج فِيهَا من الْبَوْل. فَأَما فِي ذَات الْجنب فاطلب النضج فِيهَا من النفث وَلِأَن مَعهَا حمى فضم إِلَى ذَلِك النّظر فِي الْبَوْل أَيْضا. وَمَتى كَانَ الْمَرَض فِي الْبَطن فَإِن لم تكن مَعَه حمى فَانْظُر إِلَى مَا يبرز من الْبَطن فَقَط فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَانْظُر فِي الْبَوْل أَيْضا.

أَكثر النضج يكون بِأَن تظهر أَفعَال الْحَرَارَة الغريزية أما فِي الْبَوْل وَإِمَّا فِي النجو وَإِمَّا فيهمَا أَنه)

يعرض فِي الْحمى شبه مَا يعرض فِي الأورام الَّتِي تتقيح فَذَلِك أَن فِي الأورام فِي حَال تولد الْمدَّة يكون الوجع والحمى على أَكثر مَا يكون فِيهَا كَذَلِك الْحمى فِي حَال نضوج الكيموس الْفَاعِل لَهَا.

يَنْبَغِي أَن تعلم أَن حَال الثفل الراسب الْأَبْيَض الْمَحْمُود وَحَال الْمدَّة الْبَيْضَاء الثخينة غير المنتنة من الْخراج فَكَمَا أَن هَذَا كَمَال نضج الْخراج فَكَذَلِك هَذَا كَمَال نضج مَا فِي الْعُرُوق وسنرد إِلَى هَهُنَا من أَمر الْبَوْل وَالْبرَاز والنفث مِمَّا يدل على النضج مِمَّا ترَاهُ ألف هـ كَافِيا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيكون ذَلِك فِي موَاضعه.

الثَّانِيَة قَالَ: النضج المستحكم يكون فِي مُنْتَهى الْمَرَض.

جَوَامِع البحران قَالَ: كل عَلَامَات دم النضج إِذا كَانَ فِي اللَّوْن فَهُوَ أَهْون وأيسر شرا من أَن يكون فِي القوام كالبول الْأَبْيَض فَإِنَّهُ خير من الرَّقِيق. الأولى من البحران نَحْو آخرهَا.

قَالَ: عَلَامَات النضج لَا تَجْتَمِع مَعَ عَلَامَات الْهَلَاك فَأَما مَعَ عَلَامَات الْخطر فَرُبمَا اجْتمعت.

الْمقَالة الأولى من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الأورام والخراجات إِذا غلبت فِيهِ الطبيعة الْخَلْط ولدت الْمدَّة الجيدة. وَإِذا كَانَ الْفضل فِي الْعُرُوق فعلامته غَلَبَة الثفل الراسب الحميد فِي الْبَوْل.

لي هَذَا يكون إِذا كَانَت الْقُوَّة الْمُغيرَة قَوِيَّة بَاقِيَة بِحَالِهَا فَإِذا كَانَت الْغَلَبَة للطبيعة كَامِلَة فِي الخراجات كَانَت الْمدَّة الْبَيْضَاء الثخينة المستوية الملساء غير المحببة وَلَيْسَت رائحتها كريهة فَإِذا لم تكن للطبيعة غَلَبَة كَامِلَة كَانَت كَثِيرَة الْأَصْنَاف فَرُبمَا كَانَ أَبيض إِلَّا أَنه رَقِيق أَو منتن وَرُبمَا كَانَ أَخْضَر كمداً فَهَذِهِ كلهَا تدل على أَن العفن أغلب من النضج.

لي إِزَالَة العفن إنضاج الشَّيْء الْخَارِج من الطبيعة والنضج إِحَالَة الشَّيْء الطبيعي للشَّيْء الْخَارِج عَن الطبيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>