للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رَأَيْت ذَلِك فِي ابْن المنجم فَلَمَّا أَتَى بحرانه قَامَ من الْخَلْط الْمُشبه للدم الْأسود أَيَّامًا وَكَانَ بحراه بِهِ فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَعَلَيْك بتبريد الكبد مَا أمكنك فانى عَالَجت هَذَا بعلاج مبرد فأسهله ذَلِك الْخَلْط.

اهرن: اليرقان الْكَائِن من مرض حاد علاجه تَحْلِيله من سطح الْجِسْم وَكَذَلِكَ الَّذِي من لذع الْهَوَام وَأما الَّذِي يكون لامتلاء المرارة وَهُوَ الْكَائِن بَغْتَة بِلَا وجع وَلَا سوء مزاج فِي الكبد فَإِن صَاحبه يبرأ سَرِيعا مِمَّا يسهل الصَّفْرَاء أَو يدرها فِي الْبَوْل وَأما الْكَائِن مَعَ تَغْيِير فعل من أَفعَال الكبد أَو ثقل أَو وجع فِيهِ فَإِنَّهُ مُحْتَاج أَن يُقَابل بضده من المزاج ويحلل السدد وَإِذا انسد المجرى الْأَسْفَل من مجْرى المراة فَإِن النَّحْو يبيض وَذَلِكَ أَن المرار لَا ينصب إِلَى الأمعاء وَيكون فِيهِ مرار ويشتد عطشه وَإِذا كَانَ المرار ذَاهِبًا فِي الْعُرُوق فَإِن الْبَوْل شَبيه بالارجوان وَإِذا كَانَ العليل قَوِيا فافصده وينفع من اليرقان مَاء الْجُبْن والسقمونيا والهليلج الْأَصْفَر والغاريقون والبسبايج وَنَحْوهَا وَالصَّبْر والأفسنتين والغافت والأشياء المدرة للبول والكندس مَتى سقى مِنْهُ دِرْهَم أخرج اليرقان بالقيء.

اليرقان الباحوري لَا يحْتَاج إِلَى علاج أَكثر من الْحمام والدلك الْيَسِير وَإِذا كَانَ اليرقان مَعَ حمى وإسهال قوي مرى وَكَانَ بالعليل ثقل تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَفِي الكبد ورم حَار وَمَتى لم يكن ثقل مَعَ ذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ حرارة فِي هَذِه النَّاحِيَة وَحمى فَإِن فِي الكبد سوء مزاج وَمَتى كَانَ اليرقان بِلَا حمى وَكَانَ البرَاز أَبيض فَإِن السَّبَب انسداد مجاري المرارة أَو ضعفها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي هَؤُلَاءِ شَدِيد الصَّبْغ. قَالَ: وَقد يكون يرقان لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كلهَا فتحيل غذاءها كُله إِلَى الْمرة كَمَا يكون حِين الْحمى إِذا تَغَيَّرت إِلَى ذَلِك. قَالَ: وَيعرف هَذَا اليرقان من أَنه لَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: فانقل العلاجات الَّتِي فِي بَاب الكبد إِلَيْهِ إِن كَانَ سَبَب ذَلِك من الكبد. قَالَ: وَأما إِذا كَانَ اليرقان لسدد فافصد الْعرق من الْيُمْنَى أَو من الْكَفّ الْقَرِيب من الْخِنْصر وَاسْتعْمل الأضمدة الَّتِي تدفع الورم الْحَار والإسهال بالأيارج والحقن جَيِّدَة لهَؤُلَاء.

قَالَ: واسقهم على الرِّيق الْأَشْيَاء المدرة للبول والإفسنتين ويعظم نفع عصارة الفجل يسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين وَنصف من خل خمر وَيشْرب أياريج فيقرا بالسكنجبين وَأما اليرقان الْعَارِض لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء فَعَلَيْك بالتمريخ اللين والحمامات والرياضات المعتدلة)

وبالغذاء الَّذِي يبرد ويرطب كالهندباء والكرفس والسك وَالشرَاب الرَّقِيق وَإِن بقيت الصُّفْرَة فِي الْعين فَقَط فقطر فِي الْأنف عصارة قثاء الْحمار قد حبه مَعَ (ألف ب) لبن امْرَأَة فِي الْحمام وَيكون فِي الْحَوْض وَلَا يغوص رَأسه فِي المَاء ثمَّ يُؤمر بعد الْحمام بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يرد الْقُوَّة ويقطر ذَلِك فِي الْأنف فِي الشَّمْس أَو قطر فِي الْأنف عصارة بخور مَرْيَم أَو شونيذا وينشق خلا حاذقاً وَهُوَ وَاقِف فِي الآبزن وَإِن أمْسكهُ سَاعَة فِي أَنفه انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما وأحدر فضولاً كَثِيرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>