الْمقَالة الْحَادِيَة عشر من النبض قَالَ أَصْحَاب ليثرغس كثيرا مَا يغمضون أَعينهم وينغمسون وينخرون ويمكثون زَمَانا طَويلا مفتوحي الْأَعْين شاخصين لَا يطرفون بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي قاطوخس وَهُوَ الجمود وَإِن سئلوا عَن شَيْء واستدعى مِنْهُم الْكَلَام فيكرهون مَا يحسون وَكَثِيرًا مَا يخلطون وَلَا يجيبون بِجَوَاب صَحِيح ويهدؤون ويتكلمون بِكَلَام لَا يعْنى لَهُ فَهَذِهِ صفة ليثرغس وَقَالَ أبدان أَصْحَاب ليثرغس مهيجة كَأَنَّهَا أموات وَأَصْحَاب الجمود لم يبلغ بهم الْأَمر إِلَى غَلَبَة الْبرد بِالْكُلِّيَّةِ على أبدانهم كالحال فِي ليثرغس وَفِيهِمَا جَمِيعًا مَوضِع الْعرق أسخن من سَائِر الْجَسَد.
الْمقَالة الثَّالِثَة عشر قَالَ الجمود يعرض من قبل شرب مَاء بَارِد ألف فِي غير وقته أَو بِمِقْدَار لَا يَنْبَغِي أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو أكل فَاكِهَة مبردة على الثَّلج فِي وَقت لَا يَنْبَغِي