الْفُصُول الرَّابِعَة قَالَ: إِذا كَانَ بانسان استسقاء فَجرى فِي عروقه مَاء إِلَى بَطْنه انحل مَرضه. قَالَ: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِما لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا يُغَيِّرهُ فَإِن امْرَهْ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي لن هَذَا الوجع إِذا ثَبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع لم ينْحل بالإسهال وَلَا يُغَيِّرهُ من العلاج فَإِن فِي هَذِه الْأَعْضَاء سوء مزاج رَدِيء قد استولى عَلَيْهَا جدا وَإِذا طَال الوجع آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَلم يقل لم ذَلِك وَهَذَا يحْتَاج إِلَى نظر واستسقاء فَأَما إِن كَانَ هَذَا يظْهر بالتجربة هَكَذَا فغن ابقراط خليق أَن يكون لم يقل إِلَّا لذَلِك.
السَّادِسَة: إِذا دفعت طبيعة المستسقى من ذَاتهَا مَا انْقَضى بذلك مَرضه. قَالَ: وَمن يجْرِي مِنْهُ من المستسقى مَاء كثير دفْعَة هلك وَرُبمَا حدثت عَلَيْهِم حمى بل تحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر وَيتبع ذَلِك غشى وَمَوْت.
قَالَ: ذَلِك يعرض للمستسقين لِأَنَّهُ ينفش مِنْهُم روح كثير. لى يَعْنِي بخاراً حاراً لطيفاً. قَالَ: وَلِأَنَّهُ مَا دَامَ المَاء فِي الْبَطن فَهُوَ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ دفْعَة)
ارجحن وجذب مَعَه الْحجاب والصدر إِلَى أَسْفَل إِذا عرض للمستسقين سعال بِلَا سَبَب يُوجب السعال كالنزل وَغَيرهَا لَكِن من نفس علته ولغلبة المَاء وكثرته فَإِنَّهُ هَالك وَذَلِكَ أَنه يدل على إِن المَاء قد بلغ إِلَى قَصَبَة الرئة وأشرف على الاختناق. لى هَذَا قَول سمج وَذَلِكَ إِن المَاء تَحت الْحجاب فَكيف يبلغ قَصَبَة الرئة وَلَكِن الأولى فِي ذَلِك أَن كَثْرَة المَاء يزحم الْحجاب جدا فيضيق لذَلِك النَّفس فيهم السعال لظن العليل أَن ذَلِك يَنْفَعهُ كالحال فِي سعال الكبد. ج: إِذا كَانَ ذَلِك دَائِما أَبرَأَهُ قَالَ: فِي الْفَصْل الَّذِي قَالَ فِيهِ ابقراط من تحيز فِيهِ بلغم فِيمَا بَين الْمعدة والحجاب انه لَا يُمكن يدْخل هَذَا البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء فِي الْعُرُوق فَيجْرِي فِي الْبَوْل. قَالَ: يجب أَن تعلم أَن على رأى أبقراط (ألف ب) لَا يَنْبَغِي أَن تطلب للأشياء مجاري لِأَن الطبيعة عِنْده إِذا كَانَت قَوِيَّة دفعت مَا تُرِيدُ دفْعَة وَلَو فِي الْعِظَام.
أبقراط: مَتى امتلئت كبده ماءاً ثمَّ انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امتلا بَطْنه مَاء وَمَات. ج: إِنَّه قد يحدث بِهِ نفاخات لماء فِي ظَاهر الكبد أَكثر من حُدُوثه فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَإِنَّمَا تتولد هَذِه النفاخات فِي الغشاء الْمُحِيط بالكبد فقد نرى فِي كثير مِمَّا نذبح من الْحَيَوَان نفاخات فِي أعلي كبده مَمْلُوءَة من ذَلِك المَاء فَإِن اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات أَن تنفجر هَذِه النفاخات فَإِن ذَلِك المَاء ينصب فَيصير فِي الفضاء الَّذِي فِي جَوف الغشاء الممتد على الْبَطن