للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تتوانا فَإِنَّهُ يعسر وَإِيَّاك أَن تبطئ فِي تنقية الكلى من الْقَيْح سَرِيعا لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا التأكل فَإِذا خرج الدَّم من الكلى بِلَا قيح وَلم يكن مَعَه وجع وَلَا حرارة شَدِيدَة وَلَا حمى فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وانشقاقها وَمَا كَانَ من خراج فَإِنَّهُ يخرج مَعَ الْمدَّة. وَقد يخرج من الكلى مَاء رَفِيق كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لضعف الكلى. لي هَذَا يكون إِذا لم تميز الكلى من مائية الدَّم الْبَوْل الَّذِي فِيهِ لَكِن أدته إِلَى المثانة كَمَا هُوَ وَذَلِكَ يكون لضعف قوتها الطابخة والهاضمة. قَالَ: عالج من سوء المزاج الْحَار فِي الكلى بالحقن وبالأدهان الحارة واللينة والكماد والضماد والأطعمة المسكنة من ذَلِك أَن يُؤْخَذ سمن الْبَقر وَمن دهن الْجَوْز ودهن اللوز وَمر وَمَاء الحلبة والشبث ويحقن بِهِ فَإِن هَذِه نافعة لبرد الكلى ويبسها وتزيد فِي المَاء وعالج للحار بألبان الأتن وَمَاء الْجُبْن والحقن الَّتِي من الألعبة والمياه والأدهان الْبَارِدَة وَمَا كَانَ من وجع الكلى لريح غَلِيظَة. لى علامته أَلا يكون مَعَه عَلَامَات الْحَصَى وَلَا يكون عَلَامَات القولنج وَيكون وجع نحف مَتى جاد الهضم وتعب فاحقن فِي هَذِه الْعلَّة بطبيخ البزور اللطيفة. قَالَ: وعالج دبيلة الكلى بِمَا ينضح وبالبزور اللينة قبل النضج فَإِذا نضج فِيمَا يفجر الْخراج كدهن اللوز بطبيخ الحلبة أَو طبيخ التِّين وَإِن كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة والالتهاب فاسقه لعاب البزر قطونا وضمده بِهِ دَائِما وَالَّذِي يخبص بِهِ ليفتح الكرنب والخطمى والتين والحلبة يَجْعَل يوضع عَلَيْهِ. وَإِذا كَانَ فِي الكلى ورم حَار فاسقه الْخِيَار شنبر)

وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب واسقه البزور اللينة وَإِذا انخرق الْخراج وسال قيحه فَإِنَّهُ ينفع من أَن يسقى اللَّبن المقطر ويحقن بِاللَّبنِ وَمَا كَانَ من دم يسيل من الكلى فعالج بالقوابض والمغريات وَجَمِيع أَقْرَاص البزور نَافِع من أورام الكلى وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فَاجْعَلْ مَعهَا أفيوناً وينفع خَاصَّة إِذا اشتدت حرقة الْبَوْل أَن يَجْعَل فِيهَا المخدرات. لى مِثَال: بزر قرع بزر خِيَار وبزر رجلة بزر بطيخ لوز حُلْو بزر بنج أَبيض خشخاش يَجْعَل أقراصاً بلعاب البزر قطونا ويسقى فِي هَذِه الْحَال اللَّبن لِأَنَّهُ يجلو وَيغسل ويعدل المزاج فَإِذا سكنت الحرقة ترك اللَّبن. وَأما أَقْرَاص الكاكنج فَإِنَّهُ يُزَاد فِي البزور الكاكنج ولوز مر وبزر كرفس وبزر الشهدانج وبزر الْكَتَّان لتَكون القرصة أسخن قَلِيلا وَأعْرض وَهَذِه البزور كلهَا تسقى للورم وَالْخَرَاج والقروح فِي الكلى وَيجْعَل مَعَ هَذِه رب السوس وَحب الصنوبر وقشور اليبروج وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برودة دخل مَعهَا الزوفرا والأنيسون واللوز المر والقسط وَنَحْوهَا وعالج الدَّم الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالفصد وضمده بالأضمدة الَّتِي تقوى مَا وصفت للكبد وامنعه الْجِمَاع والتعب وَاجعَل أطعمته سريعة الهضم. قَالَ: اسْتدلَّ على القرحة فِي الكلى هِيَ أم فَوق أم أَسْفَل كَمَا يسْتَدلّ فِي قُرُوح الأمعاء أَعنِي مَوضِع الوجع وَشدَّة اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول والأشياء الَّتِي تكون فِي الْبَوْل فَمَا خرج من الْمدَّة بعد أَن يتوجع العليل سَاعَة جَيِّدَة فَإِن ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>