يَجدونَ مغسا ولذعا ونخسا وَالِاخْتِلَاف فيهم مُنْقَطع سَاعَة بعد سَاعَة وتنقطع أَصْوَاتهم سَاعَة فساعة. ويميز بَينهَا وَبَين الصرع بوجع الْبَطن وَأَنه لَا وجع بهم فِي الرَّأْس وتميزه من القولنج أَن بطونهم لَيست معتقلة الْبَتَّةَ وألوانهم صفر وينبطحون على وُجُوههم. وَيفرق بَينهم وَبَين تصرير أسنانهم من النّوم فَإِن تصرير الْأَسْنَان من الْحَيَّات إِنَّمَا يكون حينا فحينا. وَإِذا خرجت من المرضى ميتَة كَانَت من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا خرجت حَيَّة كَانَ دَلِيلا صَحِيحا على الْقُوَّة.
وَأما الديدان الصغار الَّتِي تكون فِي المقعدة فَإِن صَاحبهَا يجد حكاكا فِي المقعدة وَقد يشْتَد ذَلِك حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويجد قبل أَن يتبرزها ثقلا تَحت شراسيفه وَفِي صلبه. قَالَ: وَإِذا)
خرجت الْحَيَّات من المحموم ميتَة دلّت على مَوته وَمَتى خرجت بِلَا حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ ردي وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة قوته وَمَتى خرجت بالقيء دلّت على أخلاط ردية فِي معدته وَخُرُوج الْحَيَّات أجمع فِي الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت. وَإِذا خرجت مِنْهُ قبل الهبوط فَذَلِك ردي وَمَتى خرجت بعد الهبوط فَصَالح يدل على قُوَّة الطبيعة وَقبل الهبوط يدل على ضعف وَسُقُوط الْقُوَّة وعَلى أخلاط ردية.
الأولى من الثَّانِيَة من ايبذيميا: الديدان تولد فِي الخريف من أجل الْفَوَاكِه أَكثر. وَقد تتولد فِي سَائِر الْأَوْقَات من أجل فَسَاد الْأَطْعِمَة. والديدان أَنْفسهَا من شَأْنهَا أَن تتحرك فِي الْأَزْمَان وتهيج فِي الخريف عِنْد الْمسَاء بالْعَشي.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: ٣ (الْحَيَّات تحدث من التخم) المتواترة وَأكل الْأَشْيَاء الَّتِي قد شابتها عفونة وَالْخبْز الخشن والحيات تحدث ألم الْفُؤَاد واختلال الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم لى والصرع وانطلاق الْبَطن وتحدث مثل هَذِه الْأَعْرَاض عِنْد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وتتولد الْحَيَّات أَيْضا فِيمَن يكثر من الطَّعَام فَإِذا كثرت فِي الْجِسْم أفرط عَلَيْهِ الهزال وانطلاق الْبَطن. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من هَذِه الْأَعْرَاض فَلَا تحكم بِأَن تِلْكَ الْعلَّة ذاتية حَتَّى تسْأَل عَن أَمر الدُّود وتفقد بعناية لَا يُمكن أَن تكون عارضة فِيهِ.