وَكَانَ مِنْهَا الدوالي واندفع إِلَى الْجلد فَكَانَ مِنْهَا الجذام أَو انْدفع إِلَى عُضْو ورسخ فِيهِ فَكَانَ مِنْهُ السرطان.
وَرَأَيْت الْعُرُوق الَّتِي فِي ذَلِك الْعُضْو ممتلئة من الدَّم الكمد الغليظ وَكلما كَانَ الدَّم أغْلظ وَأَشد سواداً فالعلة أردى وَجُمْلَة شكل هَذَا الورم كثيرا كشكل السرطان وَذَلِكَ أَنه كَمَا أَن أرجل ذَلِك الْحَيَوَان عَن جَنْبي بدنه كَذَلِك تكون عَن جَنْبي هَذَا الورم عروق كَثِيرَة متواترة حَتَّى تكون كَأَنَّهَا أرجل وَهَذِه الْعلَّة فِي بدئها تَبرأ فَأَما إِذا صَار لورمها عظم ذُو قدر فَمَا من أحد وصل إِلَى علاجها إِلَّا بعلاج الْحَدِيد وَالْغَرَض فِيهِ بالحديد استئصاله بأسره كَمَا يَدُور إِلَى أَن يبلغ الْموضع الصَّحِيح إِلَّا أَنه إِن كَانَ فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ عروق غِلَاظ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت ضوارب فَلَا يومن النزف على الْمَكَان وَمَتى شددنا تِلْكَ الْعُرُوق ألم بمشاركتها مَا يتَّصل بهَا من الْأَعْضَاء النفيسة وَمَتى أردْت أَن تكوي الْموضع كَانَ فِي ذَلِك خطر لَيْسَ باليسير إِذا كَانَ الكي يقرب من الْأَعْضَاء النفيسة فَأَما فِي ابتدائها عالجناها وبرئت وَلَا سِيمَا إِذا لم يكن الْخَلْط مفرط الغلظ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك برأَ بالأدوية المسهلة بسهولة وَبِه يكون بُرْؤُهُ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تستفرغ الأخلاط السوداوية وَيَنْبَغِي أَن تواتره حَتَّى يعود الْعُضْو إِلَى حَالَته الطبيعية عودا صَحِيحا وَيكون مَعَ ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا مَحْمُودًا فَإِن التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم الْخطر وابدأ بالفصد وإدرار الطمث وضع على مَوضِع الْعلَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ من أبلغ دَوَاء فِي مثل هَذِه الْعِلَل فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فضع عَلَيْهِ مرهم التوتيا يعالج بِهِ السرطان المتقرح وَاجعَل أَكثر غذائه كشك الشّعير وَمن الْبُقُول الخباز والبقلة الحمقاء والبقلة اليمانية والقرع وَلُحُوم الطير الاجامية والسمك الصخري.)
إنطليش قَالَ: هَذَا الورم يكون مستديراً وحواليه عروق ممتلئة غائصة كَأَنَّهَا أرجل لَهُ والهائج مِنْهُ يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون إِذا جسته طَويلا أحسست بحرارة تصعد مِنْهُ إِلَى يدك وَالْعُرُوق الَّتِي حواليه وأرمة منتفخة وَأما المتقرح فَإِن تقرحه وتأكله مائل إِلَى دَاخل وصديده سَائل ردى وَله شفَاه حمر غِلَاظ فَإِنَّهُ إِن كَانَ متثبتاً غائراً وَفِي عُضْو لَا يُمكن قطع أَصله فَلَا تعرض لَهُ إِلَّا بتسكين الوجع وَمَتى كَانَ فِي طرف الْأنف وَبَعض الْأَصَابِع والثدي أَو كَانَ فِي عُضْو يحْتَمل أَن يقْرض حَتَّى لَا يبْقى من أَصله ألف ج شَيْء فاقطعه من أَصله الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وسل عروقه واكوه ثمَّ عالجه وَإِلَّا فَلَا تعرض لَهُ.
ابْن سرابيون: السرطان يحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر فِي اللَّحْم الرخو كالثدي وَنَحْوه لإن نزُول مادته لغلظها لَا تَسْتَقِر إِلَّا فِيهِ وَإِذا انصبت إِلَيْهِ وحصلت فِيهِ عسر جريها مِنْهُ. قَالَ: وابدأ فِي علاجها فِي الأول بالاستفراغ وَيجب أَن يكون استفراغ صَاحب السرطان دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بِمَاء الْجُبْن والأفيثمون وَلَا تسهل مرّة الْبَتَّةَ بل يدام عَلَيْهِ بالاسهال بِهَذِهِ قَالَ: ويسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيثمون مَعَ مَاء الْجُبْن واسقه ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَإِذا استفرغت الْبدن حِينَئِذٍ ضع عَلَيْهَا مَا لَا يلذع وَلَا يهيج وَلَا تبرده ويطفىء مَعَ تَحْلِيل لين فَإِن هَذَا ملاكه وَإِن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute