للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اسْتِعْمَاله مَعَ هَذَا فِي انبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ لَا خطر فِيهَا أَن يُؤْخَذ كندر جُزْء وصبر نصف جُزْء فتجعلهما ببياض الْبيض كالعسل بعد جودة السحق وَيُؤْخَذ من وبر الأرنب شَيْء لين فلوثه فِيهِ وَضعه على الْعرق المخروق وعَلى القرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلف على الْموضع لفات أَولا ثمَّ اذْهَبْ نَحْو أصل الْعرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن ذَلِك فِيهَا وَلَا يُمكن فِي كل عُضْو إِلَّا فِي غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل الرِّبَاط بعد الثَّالِث فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح لزماً محكماً فَلَا تقلعه وَلَكِن ضع حوله شَيْئا آخر كَأَنَّك تشوى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت الْوَبر الَّذِي هُنَالك من وبر الأرنب ثمَّ اربطه كَمَا ربطته فِي الْمرة الأولى فَإِن بتر الْوَبر الأول من تِلْقَاء نَفسه من القرحة فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق حَتَّى لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ آخر وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم بعد أَن تحفظ الْعُضْو فِي هَذَا)

الْوَقْت كُله أَن يكون منصباً بِلَا وجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء اجلب للنزف والورم من الوجع وَاجعَل هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وَصفته وَمرَّة اجْعَلْهَا بِوَزْن سَوَاء أَو تزيد فِي الكندر قَلِيلا قَلِيلا أَو اجْعَل مَكَان الكندر قشوره فَإِنَّهُ اقبض والكندر ابلغ فِي اللُّزُوم والتغرية وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ فِي هَذَا الدَّوَاء الصَّبْر أَكثر وَمَا كَانَ أرطب فالكندر أَكثر وَأحد هذَيْن الدواءين يكون أَشد قبضا وَالْآخر أَشد تغرية وَهَذَا أفضل الْأَدْوِيَة وَلِهَذَا أمرت بِاسْتِعْمَالِهِ دَائِما فِي العلاج لانبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ وانبعاثه من جراحات الرَّقَبَة حَتَّى إِنِّي استعملته فِي الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن اربط الْعرق برباط وَيجب أَن تعالج هَذَا العلاج بتؤدة ورفق وتبتدئ فتضع الْيَد على أصل الْعرق وتضبطه شَدِيدا وضع بعد ذَلِك الدَّوَاء على الْخرق واربطه إِلَى نَاحيَة أصل الْعرق وَالْغَرَض هَهُنَا هُوَ أَن يكون قد نبت حول الْعرق لحم عِنْد مَا يسْقط عَنهُ الدَّوَاء. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تحدث قشرة فَإِنَّهَا تقوى الْعُضْو وتصلبه وتلحمه أَيْضا عِنْد سُقُوط القشرة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِي الطَّبْع وَكَثِيرًا مَا يعود انبعاث الدَّم عِنْد سُقُوطهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نَخْتَار الطَّرِيق الأول إِذا كَانَ أَجود عَاقِبَة إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى هَذَا بِأَكْثَرَ مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ إِذا كَانَ انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِن الكي هَهُنَا أبلغ وَذَلِكَ أَن اللَّحْم هَهُنَا لَا ينْبت فِيهَا.

وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المحرقة فأفضلها لهَذَا العلاج مَا كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك قبض كالزاج والقلقنت فَأَما الَّتِي لَا قبض فِيهَا كالمتخذة بنورة لم يصبهَا مَاء فَهُوَ أقوى فِي احداث القشرة إِلَّا أَن قشرتها تسْقط سَرِيعا والمتولدة عَن حرق الْأَدْوِيَة القابضة تبقى زَمَانا طَويلا لاصقة بِالْجرْحِ وَهَذَا اصلح كثيرا لِأَن القشرة مَتى طَال مكثها يسْبق نَبَات اللَّحْم تحتهَا قبل سُقُوطهَا فَصَارَت ضماما لفم الْعرق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تبادر فِي كشط القشرة وقلعها فَإِن اضطررت إِلَى كشطها فَحَيْثُ يضطرك إِلَى الكي العفن فَقَط واقول: إِن الدَّم المنبعث من الْعُرُوق إِنَّمَا يَنْقَطِع أما لِأَن مَجِيئه إِلَيْهَا يَنْقَطِع وَإِمَّا لِأَن خرقها ينسد وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا وَهُوَ أَجود مَجِيء الدَّم فِي الْعُرُوق وَيَنْقَطِع عَنْهَا بغشى يعرض للعليل أَو باجتذاب الدَّم إِلَى ضد النَّاحِيَة أَو تنقله

<<  <  ج: ص:  >  >>