يابسة. فَإِن كَانَ مَعَ القرحة عرض آخر وَلم تكن ساذجة بسيطة فاستخرج المداواة من نفس ذَلِك الْعرض فَإِن كَانَ وضرا مجتمعاً فِيهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تقلعه وتستنظفه وَمَا هَذِه سَبيله. يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر جلاء من المنبتة للحم. وَإِن كَانَت فِي القرحة رُطُوبَة كَثِيرَة ظَاهِرَة فَلْيَكُن الدَّوَاء أَشد تجفيفاً وَلَكِن لَا يبلغ من التجفيف أَن يُفَارق نوع الْخَاص بِهِ. فَأَما إِن كَانَ فِي لحم القرحة سوء مزاج فَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا لعلاج ذَلِك السوء ألف د المزاج. فَإِن كَانَ اللَّحْم قد يبس بِأَكْثَرَ من طبعه رطبته وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي جَمِيع الكيفيات مُفْردَة ومركبة وَأَن الْعُضْو الأيبس يَنْبَغِي أَن يجفف أقل فَأَما القرحة الَّتِي هِيَ أرطب فتحتاج إِلَى أَن تجفف أَكثر وَأَن المداواة تقع بِحَسب ذكاء حس الْعُضْو وبلادته وخطره وَضَعفه وَوَضعه وشكله.
كتبنَا جَمِيع مَا فِي هَذِه الْمقَالة الْخَامِسَة من بعد هَذَا الْموضع وَهُوَ ابْتِدَاؤُهَا إِلَى آخرهَا هَذَا الَّذِي مِنْهُ يَبْتَدِئ الْآن فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة وفيهَا علاج نزف الدَّم من الْعُرُوق ظَاهرا وَبَاطنا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute