للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(خياطَة الْبَطن فِي الْجراحَة الْوَاقِعَة بالبطن) (وبالمراق والأمعاء) قَالَ: أَن انخرق مراق الْبَطن حَتَّى خرج بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي أَن تعلم كَيفَ تضم المعي وَتدْخل وَإِن خرج شَيْء من الثرب فَيحْتَاج أَن تعلم هَل يَنْبَغِي أَن تقطع أَو لَا وَهل يَنْبَغِي أَن ترْبط برباط وثيق أَو لَا وَهل تخاط الْجراحَة أَو لَا ألف د وَكَيف السَّبِيل فِي خياطته. وَذكر جالينوس تشريح المراق وَذَكَرْنَاهُ نَحن فِي التشريح.

قَالَ: وَلما قد ذكرنَا فِي التشريح فموضع الخاصرتين أقل خطراً إِذا انخرق من مَوضِع البهرة والبهرة وسط الْبَطن والخاصرتان من الْجَانِبَيْنِ بِقدر أَربع أَصَابِع عَن البهرة قَالَ: لِأَن الشق إِذا وَقع فِي مَوضِع البهرة خرجت مِنْهُ الأمعاء أَكثر وردهَا فِيهِ يكون أعْسر. وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي كَانَ يضبطها إِنَّمَا كَانَ العضلتين المنحدرتين من طول الْبدن اللَّتَيْنِ تنحدران من الصَّدْر إِلَى عظم الْعَانَة. وَلذَلِك مَتى انخرقت وَاحِدَة من هَاتين العضلتين فَلَا بُد أَن يخرج بعض الأمعاء وتنتأ من ذَلِك الْخرق.

وَذَلِكَ لِأَن العضل الَّتِي فِي الخاصرتين تضغطه وَلَا يكون لَهُ فِي الْوسط عضلة قَوِيَّة تضبطه. فَإِن تهَيَّأ أَن تكون الْجراحَة عَظِيمَة خرج عدَّة من الأمعاء فَيكون إدخالها أَشد وأعسر. وَأما الْجِرَاحَات الصغار فَإِن لم تبادر بِإِدْخَال المعي من ساعتها انتفخت وغلظت وَذَلِكَ لما يتَوَلَّد فِيهَا من الرّيح فَلَا تدخل فِي ذَلِك الْخرق. وَلذَلِك أسلم الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالمراق مَا كَانَ معتدل الْعظم.

قَالَ: وتحتاج هَذِه الْجِرَاحَات إِلَى أَشْيَاء: أَولهَا أَن ترد المعي البارزة إِلَى الْموضع الَّذِي هُوَ لَهَا خَاصَّة. وَالثَّانِي أَن تخاط وَالثَّالِث: أَن يوضع عَلَيْهَا دَوَاء مُوَافق. وَالرَّابِع أَن يجْهد أَن لَا ينَال شَيْئا من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة من أجل ذَلِك خطر. فَانْزِل أَن الْجراحَة من الصغر بِحَال لَا يُمكنهَا لصغرها أَن تدخل المَاء الْبَارِد وَعند ذَلِك لَا بُد أَن يحلل ذَلِك الرّيح وَأما إِن توسع الْخرق فَإِن الرّيح أَجود أَن قدرت عَلَيْهِ وَالسَّبَب فِي انتفاخ المعي هُوَ برد الْهَوَاء فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغمس إسفنجة فِي مَاء حَار وتعصرها وتكمد بهَا. وَالشرَاب الْقَابِض إِذا سخن كَانَ أَيْضا نَافِعًا فِي هَذَا الْموضع ألف د وَذَلِكَ أَنه يسخن أَكثر من إسخان المَاء وَيُقَوِّي الأمعاء فَإِن لم يحل هَذَا العلاج انتفاخ الأمعاء فليستعمل لتوسع الْجراحَة أوفق الْآلَات لهَذَا الشق الْآلَة الَّتِي تعرف بمبط)

النواصير. فَأَما سكاكين البط الحادة من الْجِهَتَيْنِ والمحددة الرَّأْس فلتحذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>