السَّابِع فَأَنَّهُ أَن تقيأ فِي فورة حماه أعتراه ألم الْمعدة والربو والنفخة فِي الْبَطن وعزوب الذِّهْن وَلَا تسرف فِي تَأْخِيره فَأَنَّهُ يدْخل ويمازج أخلاطه ممازجة عسرة لَا تنقلع.
قَالَ: مر المحموم يتغرغر ويتمضمض وَيغسل فَمه حِين يُرِيد الطَّعَام مَرَّات كَثِيرَة ليغسل ذَلِك الطّعْم الرَّدِيء عَن فَمه ويجد طعم الْغذَاء وَيغسل كل مَحْمُوم فَمه بِمَا يُوَافق فَمنهمْ بالزيت وَمِنْهُم بشراب وَمِنْهُم بِمَاء فاتر.
قَالَ: وَأما الحميات العفنة العتيقة والنافض من غير حمى فينفع مِنْهُ أكل الثوم على الرِّيق واللحوم الحارة اللطيفة.
شَمْعُون قَالَ: اسْقِ للحميات الحارة إِذا عتقت بزوراً مَدَرَة للبول وللبلغمية الَّتِي تَأْخُذ بِاللَّيْلِ شخزنايا وفوذنج. وللربع والمختلطة العتيقة دَوَاء الكبريت وللحميات العتيقة المزمنة جدا ثبادريطوس واللوغاذيا.
لي: الحميات إِذا أزمنت تحْتَاج إِلَى مايسخن وينضج ويدر الْبَوْل لينقي الدَّم.
جملَة فِي تعرف نوع الْحمى أغلوقن قَالَ: إِذا حدثت حمى بنافض شَدِيد فَالْأولى أَن تظن بهَا أَنَّهَا غب لِأَن الغب مَعَ أول حدوثها تبتدىء بنافض شَدِيد وَأما ابْتِدَاء الرّبع فبنافض لَيْسَ بشديد ثمَّ يشْتَد فِيهَا النافض على الْأَيَّام مَعَ أَنَّهَا على الْأَكْثَر لاتكاد تبتدىء ابْتِدَاء لَكِن تحدث بعد حميات مختلطة والبلغمية ايضاً كَذَلِك أَعنِي أَنَّهَا لَا تبتدىء بنافض شَدِيد من أول الأبتداء وَإِذا كَانَ نافض شَدِيد فَهِيَ غب فَأن كَانَت بنافض يسير فَهِيَ ربع أَو بلغمية أَو شطر الغب فَارْجِع وَاسْتشْهدَ بالعلامات الْأُخَر والأعراض اللَّازِمَة لكل حمى والأسباب الملتئمة)
وَذَلِكَ أَن النبض فِي الغب يكون عَظِيما قَوِيا قَلِيل الأختلاف والنافض كَأَن الْجلد ينخس مَعَ برد اقل فِي وَقت الصَّيف وبلاد حارة ومزاج حَار وَسن حارة ومهنة وتدبير يوجبان الْحَرَارَة وَإِن كَانَ قد عرض فِي ذَلِك الْوَقْت لكثير من النَّاس الغب فثق واحكم بالغب والقيء المراري والعطش الشَّديد يدلان دلَالَة ظَاهِرَة على الغب والهذيان فِي الصعُود.
لي فرق بَينهَا وَبَين المحرقة بالنافض فِي الأبتداء.
قَالَ: فأذا انحطت الْحمى وَرَأَيْت الأختلاف الْخَاص بالحمى مَعَ ذَلِك فِي النبض لابثاً فَاقْض بالغب كَمَا لَو رَأَيْتهَا قد دارت.
قَالَ: فَأَما الرّبع فأعظم دلائلها دَلِيل يظْهر فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما بصاحبها وَذَلِكَ أَن نبضه يكون شَدِيد التَّفَاوُت والإبطاء فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما فِي ذَلِك الْوَقْت فَأَما عِنْد الصعُود فَلَا بُد أَن يسْرع ويتواتر إِلَّا أَنه يبْقى فِيهِ من ذَلِك بَقِيَّة إِذا قسته
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute