للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعرق يكون فِي الأنحطاط فِي الغب وَالرّبع إِلَّا أَنه فِي الغب أسْرع أَعنِي أَنه متداولها وأعون للطاقة الْخَلْط وَسُرْعَة بروزه وَفِي الرّبع أقل وأعسر وَأما فِي البلغمية فَلَا يكون أَو عسر أما يكون لغلظ الْخَلْط وعسر نضجه.

قَالَ: من الحميات ماالمادة فِيهَا أَكثر من غَلَبَة الْكَيْفِيَّة بِمَنْزِلَة حمى البلغم فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى لي بَان من هَذَا الْكَلَام أَن قَول ج فِي المطبقة أَن تزيدها مُخْتَلف فَأَنَّهُ يُرِيد أَن تزيدها لَا يكون إِذا بدا مر على ماهو عَلَيْهِ كالحال فِي الرّبع وَالْغِب وَلَكِن يزِيد تَارَة ويسكن أُخْرَى.

روفس إِلَى الْعَوام فِي التحفظ من الْحمى: إِذا كَانَ فِي الْبدن أعياء يَدُور فِي أَوْقَات فلطف التَّدْبِير وَلَا تَأْكُل إِلَّا بعد ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ مُنْذر بحمى ستحدث.

لي احترس من حمى يَوْم بترك الْأَسْبَاب الْبَادِيَة وَمن حمى عفن بترك التملي وَمَا يُولد أخلاطاً نِيَّة فِي الْبدن تعفن كالفواكه ثمَّ تتْرك مَا يسخن ويثير الْحمى وتعاهد الأستفراغ وَالنَّظَر الدَّائِم إِلَى المَاء فِي لَونه وبحسب تغيره.

من كتاب الحميات لِأَبْنِ ماسوية قَالَ: للحميات العفنة تسع خَواص أَحدهَا أَن تكون حَادِثَة من)

سَبَب متقادم فِي الْأَكْثَر وَالثَّانِي أَن تكون مَعَ نافض وَالثَّالِث أَن الأختلاف فِي النبض لَازم للعرق فِي جَمِيع أَحْوَاله وَالرَّابِع ان تَدور أدواراً كَثِيرَة على الْأَكْثَر. وَالْخَامِس أَن تكون حَرَارَتهَا نارية يابسة لذاعة للبدن وَيكون النبض فِي الأبتداء صَغِيرا مُخْتَلفا وَإِذا رفعت الْيَد عَن الْبدن بقيت الْحَرَارَة فِي أصابعك سَاعَة. وَالسَّادِس أَن يكون الأنقباض أسْرع من الأنبساط. وَالسَّابِع أَن الْبَوْل فِيهِ غير نضج فِي الْيَوْم الأول. وَالثَّامِن أَن الْأَعْرَاض اللَّازِمَة للحمى مثل الْعَطش والصداع تكون فِيهِ لِأَن هَذِه الْأَعْرَاض لَا تلْزم حمى يَوْم وَإِنَّمَا تكون مَعَ حميات العفن. وَالتَّاسِع أَن الْعرق مابال: التدثر فِي ابْتِدَاء النّوبَة جيد لِأَنَّهُ يعين على سرعَة الصعُود وَفِي الْمُنْتَهى الْكَشْف أصلح أَن كَانَ الْهَوَاء معتدلاً.

من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: كل رُطُوبَة غَرِيبَة عَن طبيعة الْجِسْم لَا تصلح أَن تغذوه وَإِذا ثبتَتْ فِيهِ آل أمرهَا إِلَى العفونة ضَرُورَة ولاسيما إِن كَانَت فِي مَوضِع حَار.

لي هَذِه الْعلَّة فِي تولد الحميات من اكل الْفَاكِهَة الْبَارِدَة كالمشمش وَغَيره.

الثَّانِيَة من الْفُصُول: قد ظن قوم أَنه لَا يحدث من الأستفراغ مرض الْبَتَّةَ وَهَؤُلَاء يظنون أَنه لَيْسَ مرض إِلَّا الْحمى وَحدهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>