للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: أنزل أَنه حدثت حمى مَعَ عفونة الأخلاط فأنك تحْتَاج أَن تستفرغ وتحدث تغيراً أما الأستفراغ فللجوهر الَّذِي عفن والتغيير فِيهِ ليمنع من العفن.)

وَأما النّوم للمحموم فسنذكره فاقرأه فِي بَاب النّوم فَأَنَّهُ فِيهِ علاجاً كثيرا إِن شَاءَ الله.

أبيذيميا قَالَ: حمى ربع لاتكاد تُوجد دائمة والبلغمية لاتكاد تنقى من الْبدن وَكَأَنَّهَا مطبقة وَالْغِب تكون كثيرا دائمة وَكَثِيرًا مقلعة.

قَالَ ج أَنِّي لم أرى حمى تَدور سبعا وَلَا تسعا وَلم يرتض قَول أبقراط فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يَقُول من أَي خلط هِيَ.

لي قد رَأينَا حمى تنوب فِي كل تِسْعَة أَيَّام مرّة وَفِي كل شهر مرّة فَأَما الَّتِي تنوب فِي كل شهر مرّة وبصاحبها صرع وَلَيْسَ لِأَنَّهُ لَا يدْرِي من أَي خلط هِيَ يكون مايبطل أَن تُوجد هَذِه.

أبيذيميا: الْحمى الليلية لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أردأ لِأَن الْبدن بِالنَّهَارِ ينتشر ويتحلل وتتسع مسامه أَكثر مِنْهُ بِاللَّيْلِ فأذا كَانَت الْحمى تنوب فِي هَذَا الْوَقْت فان مادتها أقوى وَأكْثر من الَّتِي تنوب إِذا انقبض الْبدن وتكاثفت مسامه وَغَارَتْ حرارته لِأَن هَذِه الْحَال مُعينَة للحمى وَأَيْضًا فَأَنَّهُ إِذا كَانَت النوائب بِالنَّهَارِ اضْطر أَن يكون تَدْبِير المحموم لإي أَوْقَات ردية من آخر اللَّيْل وَفِي الْأَوْقَات الَّتِي يجب ان ينَام فِيهَا وَلذَلِك ينتقص بدنه على طول الْأَيَّام وَيصير إِلَى السل لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَسْتَوْفِي مِقْدَار نَومه بِالنَّهَارِ وَإِن استوفى لم ينب عَن نوم اللَّيْل فيجف الْبدن على طول هَذَا الْأَمر.

قَالَ ب: والسبع وَالتسع أطول.

قَالَ ج: يسمج أَن يكذب أبقراط فِي هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يتفقد هَذَا مَعَ تحرز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم إِنْسَان حمى يَوْم وتنقضي بعد فَتْرَة فيعاود فِي التَّاسِع أَو السَّابِع وتنقضي مَرَّات على هَذَا النَّحْو فَإِذا سلم من هَذَا فقد صَحَّ الْأَمر.

قَالَ ب: الحميات تنوب فِي خمس وَسبع وتسع قَالَ ب: وأردأ الحميات الْخمس لِأَنَّهَا تكون قبل قَالَ ج: ماقلت فِي السَّبع وَالتسع أَقُول فِي هَذِه وَيَنْبَغِي أَن تتفقد فِي هَذِه وَاحِدَة أَن لَا يكون بأصحاب السل حمى أُخْرَى توهم لذَلِك أَنَّهَا حمى تَدور خمْسا.

قَالَ: الحميات الدائمة مِنْهَا مَا يبتدىء فِي أول يَوْم فِي غَايَة الْعظم الَّذِي تكون عَلَيْهِ وتخف نَحْو وَقت البحران وَرُبمَا كَانَت فِي أول يَوْم لينَة مدفونة ثمَّ تشتد أَولا فأولاً إِلَى وَقت البحران وَرُبمَا ابتدأت لينَة ثمَّ أخذت تتزيد حَتَّى تبلغ مُنْتَهَاهَا وَتَأْخُذ فِي التنقص ويدوم ذَلِك بهَا إِلَى وَقت البحران.)

<<  <  ج: ص:  >  >>