للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذا ضربت بِيَدِك على بَطْنه سَمِعت كصوت الطبل وَإِن لَان بَطْنه وَلم تذْهب النفخة وَظهر بِهِ ورشكين فَلَا تعالجه واهرب من علاجه وَإِن كَانَت هَذِه الْحمى من ورم الأحشاء فاقصد ذَلِك الورم.

اهرن قَالَ: الحميات المطبقة الَّتِي تشتد مِنْهَا من حِين تَأْخُذ دَائِما هِيَ حمى سوء لَا محَالة محرقة وَالَّتِي تنتقص من حِين تَأْخُذ دَائِما هِيَ حمى سوء لَا محَالة محرقة وَالَّتِي تنتفض من حِين تَأْخُذ دَائِما سليمَة لِأَن هَذِه تدل على أَن التَّحَلُّل والنضج أَكثر من العفن وَبِالْعَكْسِ وَالَّتِي تبقى بِحَالَة وَاحِدَة متوسطة بَين ذَلِك وَهَذِه أَعنِي حمى الدَّم تعرض على الْأَكْثَر لأبناء أَربع سِنِين إِلَى عشر وللذين يكثرون الأغذية والأشربة وَالْبَوْل أَحْمَر غليظ والنبض لَيْسَ بالحاد كَمَا فِي الصَّفْرَاء وَلَيْسَ مَعَ هَذِه الْحمى من الكرب والحدة والتلهب مَا فِي الغب.

قَالَ: والحمى الكائنة من سخونة الدَّم دَاخِلَة فِي حمى يَوْم مَا لم تعفن وَلَا تعفن أَن تدوركت بالفصد وَسَقَى المَاء الْبَارِد بعد انهضامها.

لى: أَوْمَأ إِلَى أَن المَاء الْبَارِد إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الحميات بعد الهضم وَيحْتَاج أَن يستقصي فِي)

ذَلِك.

علاج سونوخس قَالَ: علاجها قريب من علاج الغب ويفصد فِيهَا الْعُرُوق وَيخرج دم كثير ويسقى صَاحبهَا بعد ظُهُور النضج فِي المَاء من المَاء الْبَارِد أَكثر مِمَّا يسقى فِي الغب وَلَا تسقه قبل النضج لِأَن سقِِي المَاء الْبَارِد قبل النضج يُطِيل مُدَّة النضج ويعسر حل السدة الَّتِي فِي المجاري والمسام فَيكون العفن بذلك أقوى لِأَن العفن لَا يضعف إِلَّا بالتنفش وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تعنى بتفتيح المسام والمجاري لتنفش العفونة وَيظْهر الهضم وَلذَلِك يسقى الْأَشْيَاء الملطفة الجلاءة إِذْ هِيَ لَطِيفَة لَا تورث سدداً كَمَاء كشك الشّعير وَمَاء القرع وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الإجاص وَمَاء الرُّمَّان وَإِذا ولت هَذِه الْحمى وَبقيت مِنْهَا بَقِيَّة أخرجت بالأفسنتين والرازيانج وَمَاء الْعَسَل للْوَاحِد سَبْعَة بِقدر مَا يغذو ويلطف مَعَ ذَلِك وَيفتح السدد وَيَنْبَغِي إِن يسقى مَاء الْعَسَل من يجد فِي معدته حموضة وَلَا يسقى مَاء الشّعير. وَبِالْعَكْسِ من كَانَ حَار المزاج فِي الصِّحَّة يتجشأ جشاء دخانياً فاسقه مَاء الشّعير وَلَا تسق مَاء الْعَسَل وَلَا مَاء الشّعير فِي أَيَّام البحارين فَيكون البحران أسْرع وَيكون التَّدْبِير فِي غلظه ولطافته بِقدر قرب الْمُنْتَهى وَبعده.

لى: انْظُر فِي أَمر المَاء الْبَارِد وَمَا الْحَاجة إِلَيْهِ بعد النضج وَمَا الْخَوْف مِنْهُ قبله وَهُوَ لَيْسَ بغليظ وَلَا مولد للسدد فَإِنَّهُ يتَبَيَّن فِيهِ مَا ذكرنَا إِلَّا لَا يخْشَى مِنْهُ إِلَّا تضيق المجاري بالبرد فَقَط.

وَيَنْبَغِي أَن تنظر هَل سقيه أَشد ضَرَرا أم يكون من تَركه من شدَّة الالتهاب ويستقصي ذَلِك إِن شَاءَ الله.

أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: حميات الدَّم خطرة جدا لِأَن العفن فِي خلط يضر وَيحْتَاج إِلَيْهِ ويضعف بنقصانه وفساده.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الَّذِي يحْتَاج من المحمودين إِلَى الفصد من بَوْله غليظ أَحْمَر أَو أسود أَو دموي كريه الرّيح وعينه حَمْرَاء وعروقه دارة وتدبيره فِيمَا تقدم مولد للدم. قَالَ: وَمَتى لم يكن الفصد فَاسْتعْمل التطفئة وَإِذا لم يكن ورم الكبد وَلَا فِي الْحجاب والأمعاء فاسقه المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطفئه ويطفئ الْحمى مَعَه.

قَالَ: وَمن الحميات الدائمة حمى شَدِيدَة الالتهاب وَمَعَهَا عَطش شَدِيد ويبس اللِّسَان وسواده وَمِنْهَا فاترة لَا عَطش فِيهَا وَلَا سَواد لِسَان وَهَذِه تكون من عفن البلغم المالح وَهِي ردية.)

وتحتاج إِلَى التَّدْبِير المعتدل فِي الْحر وَالْبرد.

مَجْهُول قرصة للحمى الدموية: يُؤْخَذ طباشير وصندل وَورد وعصارة السماق وعصارة عِنَب الثَّعْلَب مجففة وعصارة الخس وَورد وَلبن الخس أَجود يتَّخذ أقراصاً ويسقى بِرَبّ الحماض.

<<  <  ج: ص:  >  >>