للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّابِعَة من طيماوس: حمى الغب مشبهة للمحرقة فِي كل أعراضها خلا أَن الصَّفْرَاء فِيهَا تستفرغ بعرق وَغَيره فِي انحطاط النوائب وَلَا يُوجد هَذَا فِي المحرقة.

لى: والمحرقة لَا نافض لَهَا وَلَا نوبَة وَهِي أَشد كَيْفيَّة حرارة وأعراضها أقوى من أَعْرَاض الغب وَإِن كَانَا من نوع وَاحِد.

الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا: قَالَ: فِي الْحمى المحرقة تكْثر الصَّفْرَاء فِي الْعُرُوق وخاصة فِي مَا يَلِي الكبد مِنْهَا وَفِي الْمعدة وَفِي الغب تكْثر فِي اللَّحْم الَّذِي فِي الْبدن كُله.

لى: فالإسهال إِذا فِي المحرقة بِمَا يخرج الصَّفْرَاء فِي غَايَة النَّفْع.

قَالَ: والحميات المحرقة لَا تكَاد تكون من احتقان الفضول الَّتِي من جنس المرار وَإِنَّمَا تكون من الْحَرَارَة الَّتِي فِي الأوعية والأحشاء إِذا احتدت والتهبت وَذَلِكَ يكون إِمَّا عِنْد التهاب الْهَوَاء وَشدَّة حرارته أَو عِنْد رياضة أَزِيد من الْمِقْدَار أَو هم شَدِيد أَو تردد فِي شمس مُدَّة طَوِيلَة أَو اسْتِعْمَال أَطْعِمَة حارة جدا أَو أدوية.

الثَّانِيَة من الثَّانِيَة قَالَ: الحميات المحرقة الْخَالِصَة يعرض فِي أَولهَا رُعَاف وَآخِرهَا نافض وعرق يكون بِهِ البحران.)

فِي الثَّالِثَة من ابيذيميا: كَلَام هَذَا محصوله أَن الغب والمحرقة المرار فيهمَا غَالب على الْبدن جدا. والمرار يلين الْبَطن إِن انصب إِلَيْهِ وَلَكِن إِنَّمَا تكون الطبيعة يابسة لِأَن حَرَكَة المرار إِمَّا إِلَى فَوق أَو إِلَى سطوح الْبدن وَفِي الْعُرُوق وَلَا ينصب إِلَى الْبَطن.

لى: فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يستفرغ بِمَا يسهل الصَّفْرَاء بِأَن تجْعَل حَرَكَة المرار فِي ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا. يحول هَذَا الْبَاب إِلَى بَاب الإسهال فِي ابْتِدَاء الحميات.

قَالَ: وَجُمْلَة فَإِن اعتقال الْبَطن مَعَ غَلَبَة المرار يدل على ميل المرار عَن الْبَطن إِلَى أعالي الْبدن أَو سطوحه.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: الْعَطش غير مفارق للحمى المحرقة إِلَّا أَن يكون مَعهَا سعال قَلِيل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون أسهل وأسكن إِلَّا أَن يكون لِلْعِلَّةِ الَّتِي قد ذكرت فِي كتاب الْفُصُول وَإِنَّمَا يسكن الْعَطش والسعال الْقَلِيل الْيَسِير الَّذِي يتَوَلَّد بَين مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ يُحَرك أَعْضَاء الْحُلْقُوم حَرَكَة يسيرَة يجتذب إِلَيْهَا رطوبات فيقل جفاف الْفَم ونواحيه بِمَا يجتذب من اللَّحْم الرخو. وَأما السعال الْقوي فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش لِأَنَّهُ يُحَرك حَرَكَة صعبة جدا فيسخن بذلك الصَّدْر والرئة إسخاناً شَدِيدا.

قَالَ: وَاعْلَم أَن هَذَا السعال الْكَائِن بِالْعرضِ لَا السعال الْخَبيث الرَّدِيء فَإِنَّهُ قد يكون من السل وَنَحْوه سعال خَفِيف إِلَّا أَنه رَدِيء فَافْهَم هَذَا السعال الْحَادِث بِعَارِض سهل الزَّوَال حدث فِي آلَات النَّفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>