للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لى: وَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فافصده ثمَّ اسْقِهِ مَاء الشّعير وسكنجبينا ودع المَاء الْبَارِد حَتَّى يظْهر النضج وَهَذَانِ صنفان من الْحمى المطبقة يكونَانِ لورم يؤول إِلَى الدق سَرِيعا المحرقة مِنْهُمَا أَن تبالغ فِي تطفئتها وتبريدها.

جورجس: تحفظ فِي الغب واحرص أَلا تنْتَقل إِلَى حمى حادة فَإِن ذَلِك شَأْنهَا إِذا لم تطفأ وأجود علاجها إِذا كَانَ العليل قَوِيا أَن يسقى عشرَة دَرَاهِم من اهليلج أصفر مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم ترنجبين وَثَلَاثَة طساسيج سقمونيا وَعشرَة دَرَاهِم سكر طبرزد فَإنَّك تقطع مَادَّة الْحمى وتأمن أَن تنْتَقل إِلَى الْمَرَض الحاد. فَإِن كَانَ ضَعِيفا أَو لم يُمكن هَذَا فَعَلَيْك بالإجاص والترنجبين يسقى بِمَاء بَارِد والحقن اللينة وَلَا تدع طَبِيعَته يابسة الْبَتَّةَ وبادر فِي الْمَرَض الحاد بالإسهال والفصد قبل سُقُوط الْقُوَّة وَإِن تَأَخّر عَن وَقت الِابْتِدَاء فَخذ حِينَئِذٍ فِي التطفئة والمداراة إِلَى أَن تَنْتَهِي إِن شَاءَ الله.

اغلوقن قَالَ فِي علاج حمى الغب: اجْتهد فِي هَذِه الْحمى فِي ترطيب الْبدن وتبريده مَا أمكن وتسهيل سبل الْبدن فِي استفراغها بالبول والإسهال والعرق وبالقيء إِن جَاءَ شَيْء إِلَى الْمعدة.)

لى: عَلامَة سيلانه إِلَى الْمعدة الغثي فَإِن غثي فليقيأ وَإِلَّا فَلَا لِأَن انجراره إِلَى الْمعدة لَيْسَ بجيد.

قَالَ: وَلَا تحمه حَتَّى ينضج واحمه بعد النضج فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ جدا إِذا كَانَ مَاء عذباً وَليكن استفراغه بأَشْيَاء لينَة بَارِدَة فَإِذا ظهر النضج فأعط افسنتينا منقوعاً فِي مَاء الْعَسَل وَيحْتَاج من الْحمام إِلَى ترطيبه فَقَط وقلل من سخونته بِمِقْدَار مَا يسهل منافس الْبدن وَالشرَاب لَا تسقه حَتَّى تنضج ثمَّ اسْقِهِ المائي مِنْهُ وغذه الْبُقُول وأغذية مبردة مرطبة وغذ أَصْحَاب الغب الْخَالِصَة مِنْهَا أَكثر مَا يُمكنهُم استمراؤه وجنبهم التوابل والأشياء الحارة فالتدبير للمحرقة هُوَ أَن يقْتَصر فِي الْخَالِصَة مِنْهَا على مَاء كشك الشّعير إِلَى مَجِيء البحران فَأَما غير الْخَالِصَة فاصرف عنايتك كلهَا إِلَى معرفَة قدر قلَّة خلوصها لِئَلَّا تزيد فِي الْمَرَض بالغذاء وَلَا تقتل العليل بلطافة التَّدْبِير فَتسقط الْقُوَّة وَاجعَل فِي الأغذية مَا يلطف ويسخن بِقدر مَا يحْتَمل وأسهل بالمسهلات اللينة.

قَالَ بولس: وَإِن احتجت إِلَى الفصد فَلَا تدع وَاسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام فَإِنِّي أعرف من حم من غب مِمَّا زجه لبلغم خرج مِنْهَا فِي مرّة وَاحِدَة بقيء بعد الطَّعَام.

قَالَ: وَمن أوفق مَا سقِِي هَؤُلَاءِ مَاء الشّعير قد طرح فِيهِ فلفل وسنبل الطّيب والسكنجبين نَافِع أَيْضا لَهُم وَمن تطاولت بِهِ فَلَا شَيْء أبلغ لَهُ من الْقَيْء بعد الطَّعَام.

الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة: تقرح الشفتين فِي الْحمى دَلِيل على أَنَّهَا حمى غب حارة محرقة وَلكنهَا مفترة.

<<  <  ج: ص:  >  >>