يجففه أَو يعفنه فأسرع الْأَبدَان إِجَابَة للهواء الحارة الرّطبَة وأعسرها إِجَابَة الْبَارِدَة الْيَابِسَة ولتحفظ حِينَئِذٍ هَذِه بِحَالِهَا فتجفف الأولى مَا أمكن وَأما الْأَبدَان الممتلئة فالتستفرغ بالفصد والرديئة الأخلاط بالإسهال والمسددة بتفتيح السدد.
مسَائِل السَّادِسَة من ابيذيميا قَالَ فِي حَال الموتان الَّتِي تسْقط فِيهَا الشَّهْوَة جدا جدا يبقون يَأْكُلُون وَمن تشجع وَحمل نَفسه مِنْهُم واجتهد فِي ذَلِك تخلص وَنَجَا وَمن فشل وَلم يجْتَهد نَفسه على أكل هلك.
مسَائِل السَّابِعَة من السَّادِسَة: إِذا قل الْمَطَر احتد الدَّم جدا حَتَّى أَنه يفتح الْعُرُوق ويجلو الرمد)
الْيَابِس.
لى: كَانَ عندنَا فِي سنة خريف وَكَانَ شَدِيد الْحر يابسه ودام على ذَلِك فَمَا يبْقى صبى إِلَّا جدر الرِّجَال. وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الزِّيَادَة فِي طبيعة الْفَصْل الممرضة وباء وبالضد والممرضة الصَّيف والخريف وَمَتى زَاد برد الخريف وَكَانَ مطره أسْرع فَهُوَ أقل ضَرَرا لتسكينه حِدة المرار وبالضد وَمَتى امْتَدَّ طيب الرّبيع وبرده ورطوبته أَيَّامًا كَثِيرَة كَانَ أقل الْأَمْرَاض الصيفية أَعنِي الحميات والحدة وَمَتى امْتَدَّ الشتَاء كَانَ أَجود وَأما الصَّيف والخريف فَمَتَى امْتَدَّ اعني رادت طبيعتها هَاجَتْ الْأَمْرَاض.
الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ: يتَوَلَّد فِي الْبدن من رَوَائِح الحمئة حَال عفونة وَمن هَوَاء الآجام فَرُبمَا تولدت عفونة ويتولد مِنْهَا دَائِما ضَرُورَة غلظ الرّوح وَيتبع ذَلِك غلظ الأخلاط.
الحميات تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْبَارِد أقل مِنْهَا فِي سَائِر الْأَحْوَال فَأكْثر مَا تحدث فِي حَال الْهَوَاء الْحَار الْيَابِس ثمَّ فِي الْحَار الرطب وَيكون مَا يحدث فِي حَال الْهَوَاء رطبَة لينَة هادئة كَثِيرَة الْعرق والعارض فِي حَال الْهَوَاء الْبَارِد: الفالج والسكتة والسعال وأوجاع المفاصل والمثانة وَلَا يعرض فِيهِ حمى إِلَّا أقل من ذَلِك.
بولس: إِذا سخن الْهَوَاء ويبس فَاتخذ مسَاكِن يجْرِي فِيهَا المَاء واترك الْحَرَكَة وأطل الرَّاحَة وَأَقل الطَّعَام وَأكْثر الشّرْب من المَاء الْبَارِد وَإِذا برد فَأوقد نيراناً قرب المساكن كَمَا فعل أهرن.
الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: أبدان من مرض من وباء تكون كَأَنَّهَا قد يَبِسَتْ.
لى: حُدُوث الوباء فِي الخريف على الْأَكْثَر يدل على أَنه إِنَّمَا يحدث من يبس وَأَيْضًا فَإِنَّهُ إِنَّمَا يحدث فِي الْأَكْثَر إِذا كَانَ الخريف حاراً أَو تَأَخّر الْمَطَر فَلهَذَا أرى ترطيب الْأَبدَان فِي الخريف لِأَنَّهُ بذلك تنكسر حِدة المرار.
شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: الْبرد يُقَوي الْبدن ويشد ويصحح الذِّهْن ويطيب النَّفس.
الْبيُوت المصهرجة الطرية وريح الدهم وَنَحْوهَا مِمَّا يقتل.