للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثخناً ولزوجة دهنية وَمَعَهُ نَتن وَرُبمَا كَانَ أَشد حمرَة وَاللَّحم والشحم يذوبان مَا دَامَ ذَلِك فَهَذِهِ الْحمى ردية جدا وَتسَمى المذيبة وَعَلَيْك بسقى المَاء الْبَارِد غير المفرط الْبرد وَاعْتمد حِينَئِذٍ على المَاء)

الْبَارِد والأضمدة المبردة على الصَّدْر والبطن كُله والأغذية المبردة وَاسْتعْمل غَايَة التبريد والتقوية.

من مقَالَة جالينوس فِي الذبول قَالَ: الذبول فَسَاد الْحَيَوَان من قبل اليبس وَيكون مَعَ حرارة وَمَعَ برودة وَهُوَ حِينَئِذٍ مركب من يبس وحر أَو يبس وَبرد فَأَما الذبول الْيَابِس الْبَسِيط فَإِنَّهُ يكون من عدم الْغذَاء والمركب مَعَ برد فَكَمَا يعرض للشيوخ والحادث ألف هـ مَعَ حرارة فكالحادث مَعَ الحميات الحارة والذبول غير مفارق للشيخوخة والشيخوخة إِنَّمَا هِيَ غَلَبَة اليبس وَأما حفظ الْبدن من الشيخوخة فممتنع والبرهان أوردهُ فِي الْمقَالة وَلم استحسنه أَنا.

قَالَ: ومقاومة الْبدن كَيْلا ييبس سَرِيعا وتمتد بِهِ الرُّطُوبَة مُدَّة طَوِيلَة فممكن وَهَذَا الْجُزْء من الطِّبّ هُوَ الْمُسَمّى تَدْبِير الشيخوخة.

وَالْغَرَض فِيهِ مدواة جرم الْقلب لِئَلَّا يجِف سَرِيعا والشيوخ يَنْبَغِي لَهُم إِذا استحموا وأكلوا أَن يَنَامُوا على فرش لينَة فَإِن هَذَا التَّدْبِير أصوب من تَدْبِير الْمَشَايِخ لِأَن الاستحمام وَالنَّوْم على الْفرش اللينة من الْأَشْيَاء المرطبة وخاصة هِيَ بالغذاء أَكثر ترطيباً من ترطيب جَمِيع الْأَشْيَاء وَذَلِكَ أَن الْغذَاء من بَين جَمِيع التَّدْبِير المرطب يبين لَك ترطيبه للبدن من يَوْمه وترطيبه لَهُ بِأَن يرطب نفس جَوْهَر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَيزِيد فِي الرُّطُوبَة الَّتِي بهَا التحام أَجْزَائِهَا لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى جَوْهَر هَذِه الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَعنِي الْقلب والكبد وَنَحْوهمَا. فَأَما سَائِر التَّدْبِير المرطب كالحمام وَنَحْوه فَإِنَّمَا يودع الرُّطُوبَة إِلَى الْخلَل الَّذِي بَين الْأَجْزَاء ويرطب الْبدن بالرطوبة المنبئة فِي لي وَإِن قصر عَن هَذَا فَيَنْبَغِي أَن تَجف هَذِه الرُّطُوبَة أَو تبطل وممكن فِي وَقت من الْأَوْقَات أَن يكون تزيد الرُّطُوبَة المبثوقة فِي خلل الْأَعْضَاء تترطب مِنْهَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كَمَا أَنه قد تَجف عَن ذهَاب هَذِه الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة.

قَالَ: والكبد وَالْقلب لَا يعدمان الرُّطُوبَة إِلَّا أَن ينقص الدَّم فِي الْبدن نُقْصَانا مفرطاً جدا وَهِي إبطاء الْأَعْضَاء جفافاً فَأَما الكبد فَلِأَنَّهَا مبدأ الدَّم وَأما الْقلب فلقوته الجاذبة لَا يُمكن أَن يعْدم الْغذَاء إِلَّا وَقد عَدمه جَمِيع الْبدن فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يظنّ أَن حَال الْقلب والكبد فِي الْأَبدَان الَّتِي قد نحلت وقصفت لَيست مُتَسَاوِيَة بِحَال الْأَعْضَاء بل تعلم أَنَّهَا اخصب أبدا وأرطب من سَائِر الْأَعْضَاء وَلَو أَنَّك قتلت حَيَوَانا جوعا وشرحته لوجدت قلبه وكبده قريبتين من الْحَال الطبيعية فِي الرُّطُوبَة وَسَائِر أَعْضَائِهِ جافة يابسة صلبة.)

قَالَ: والذبول الَّذِي يكون الْقلب فِيهِ بَارِدًا لَا حمى مَعَه وَيدل على ذَلِك صغر النبض وتفاوته وَكَذَلِكَ النَّفس فَإِنَّهُ صَغِير متفاوت وَلَا يخرج حاراً كالحال الطبيعية وَلَا فِي نواحي الصَّدْر والمجسة حرارة فبذلك ألف هـ يعلم أَنه لَا حمى بهم.

قَالَ: وَإِنَّمَا فيهم من دَلَائِل الحميات صلابة النبض وصلابة النبض فِي هَؤُلَاءِ عَن شدَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>