للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخاصة قرب الْمُنْتَهى لتنضج الْخَلْط وَلَا ينتشر وَمن أردأ الْأَشْيَاء الْأَطْعِمَة الغليظة لِأَنَّهُ لَا يهضمها وَتصير بلغماً وتطول الْحمى واعن باستفراغ البلغم فِي هَذِه الْحمى.

الساهر قَالَ: لين الْبَطن فِي هَذِه بِمَاء اللبلاب وَالسكر أَو بأوقية جلنجبين وَثَلَاث وراق من الترنجبين تمرس فِي نصف رَطْل من المَاء الْحَار ويسقى وَيُعْطى بالغدوات جلنجبين بِمَاء حَار فَإِن كَانَ فِي مَائه انصباغ فاسقه جلنجبينا سكرياً وَبعد ذَلِك بساعتين مَاء الشّعير وَاحْذَرْ المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يغلظ الْمَادَّة وَيزِيد فِي كميتها وَاسْتعْمل المَاء الْحَار لِأَنَّهُ يلطف الْمَادَّة ويذيبها وأكبه فِي وَقت النافض على بخار طبيخ المرزنجوش والفودنج والنمام والعاقر قرحا وَبعد أَرْبَعَة عشر يَوْمًا اسْتعْمل مَاء الرازيانج وكرفساً إِن احتجت إِلَيْهِ وَهَذَا إِذا لم تكن حِدة وَكَانَت مَادَّة كَثِيرَة وَإِن لم تحتج فاقتصر على جلنجبين وقرص ورد واستفرغ الْبدن بعد الْعشْرين بدواء الْقَيْء الْقوي وَمَتى رَأَيْت المَاء فِيهَا قد احتد وانصبغ فافصد.

لي غَرَض هَذِه الْحمى استفراغ البلغم بالقيء والإسهال وإنضاج مَا تَقِيّ مِنْهُ بِالتَّدْبِيرِ اللَّطِيف وتنقيه مَا فِي الْعُرُوق مِنْهَا بالبول فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَجود للبلغم من كَثْرَة درور الْبَوْل إِلَّا أَنه يجب أَن يتوقى ذَلِك إِذا كَانَ مَعَ حرارة وحدة. ٣ (حميات ابْن ماسوية) قَالَ: إِنَّه يحدث فِي أَولهَا برد ثمَّ تبطئ السخونة ألف هـ وَإِذا لمسه لامس احس بحرارة رطبَة لذيذة سَاكِنة وَإِذا أطلت اللَّمْس أحسست بحرارة رَدِيئَة وَيحدث مَعهَا وجع الْمعدة والغشي كثيرا واللون الْأَبْيَض الْأَصْفَر والرجيع الرَّقِيق البلغمي ولثق الْفَم وسهوكته وَقلة الْعَطش وَالْبَوْل فِي أَولهَا أَبيض رَقِيق فَإِذا نَضِجَتْ صَار أَحْمَر غليظاً ونوبتها فِي الْأَكْثَر بالعشيات وبالصبيان والشيوخ وَالنِّسَاء وَأَصْحَاب كَثْرَة الشَّرَاب والفواكه.

علاجها يسقى نصف رَطْل من مَاء اللبلاب وَخَمْسَة دَرَاهِم من لب القرطم وَعشرَة دَرَاهِم من فانيذ وَإِن شِئْت فأسهله بأوقيتين من جلنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ من ترنجبين وَإِن اضطررت فِي هَذِه الْحمى إِلَى مَاء الشّعير لحدة فِيهَا فَاجْعَلْ فِيهَا طبيخ الكرفس أَو الرازيانج أَو سكنجبينا معسلاً وَإِن حمض مَاء الشّعير فِي معدته فاسقه مَاء الْعَسَل وَلَا تمنع الْقَيْء فِي هَذِه الْحمى فَإِنَّهُ جيد إِلَّا أَن يسرف وَاجعَل غذاءه مَا يدر الْبَوْل والعرق وَإِن هاج صداع فأكبه على طبيخ المحللات وَلَا تنطله وَلَا تدهنه وَإِذا ابتدأت النّوبَة اسْقِهِ مَاء حاراً قد طبخ فِيهِ انيسون وفودنج وبزر كرفس ومصطكي وأكبه على مَاء مغلي بِمَاء اذخر وبابونج وفودنج ومرزنجوش ونمام وشبث وعاقر قرحا فَإِنَّهُ يمْنَع النافض ويسرع الصعُود وأفعل هَذَا فِي الرَّابِع وَاحْذَرْ فِيهَا المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطول الْحمى إِن لم يكن البلغم غليظاً فالسكنجبين جيد لَهُ لِأَنَّهُ يخرج البلغم إِلَّا فَعَلَيْك بِمَا ينضج كالنوم وَترك الْغذَاء ثمَّ السكنجبين واسق فِيهَا المَاء الْحَار فَإِنَّهُ يجلو البلغم وَيقطع الْعَطش الْمُتَوَلد فِي هَذِه الْحمى واحتل الْقَيْء فَإِن لم يجِئ من نَفسه فاجعله بالمقطعات وتؤخر الْغذَاء عَن وَقت الدّور واسق سكنجبينا فَإِن جَاوز الْأَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَاسق حِينَئِذٍ مَاء الرازيانج والكرفس وأقراص الْورْد والجلنجبين مَعهَا فَإِن

<<  <  ج: ص:  >  >>