فَهَذَا تدبيرهم إِذا توليت أَمرهم مُنْذُ أول يَوْم فَإِن لم تحضرهم إِلَّا بعد أَن يغشى عَلَيْهِم فَانْظُر فَإِن لم يكن فِي شئ من الْمَوَاضِع الَّتِي ذكرتها لَك ورم فأطعمه خبْزًا يَسِيرا مَعَ نوع من أَنْوَاع الشَّرَاب الَّذِي ينفذ سَرِيعا ثمَّ ادلكه بِسُرْعَة على مَا وصفت قبل فَإِن كَانَ الزَّمَان حاراً فاسقه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَهُوَ حَار فَإِن شرب الْحَار أفضل من الْبَارِد فِي جَمِيع المداواة الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا الدَّلْك لِأَن الْحَار يعين على نضج الأخلاط الخامة وَيَنْبَغِي أَن تلطف تَدْبيره مَا أمكن كفعلك فِي المحموم بِمَا يلطف من غير أَن يسخن وَالشرَاب المائي نَافِع لهواء مُنْذُ أول الْأَمر وَإِن كَانَت حماهم قَوِيَّة وَمَا أقل مَا تعرض القوية فِي هَذَا الْموضع. فَإِن اتّفق أَن يَكُونُوا شُيُوخًا فَهُوَ أُخْرَى أَن يَنْفَعهُمْ فَإِن الشَّيْخ إِذا أَصَابَته هَذِه الْعلَّة فاسقة بعد الطَّعَام شرابًا وخاصة إِن كَانَ الْوَقْت فِيمَا بَين نَوَائِب الْحمى معتدلاً.
الحميات الْحَادِثَة عَن مثل هَذِه الأخلاط تنوب كل يَوْم ألف هـ وخاصة نَحْو الْمسَاء وبالليل وَلَا تنوب بِالْغَدَاةِ نصف النَّهَار. الْعِلَل والأغراض قَالَ: إِذا عفن البلغم الزجاجي كُله تبع نافضة فِي كل يَوْم حمى.
قَالَ فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: النائبة كل يَوْم تحدث فِي الأمزجة البلغمية وَالزَّمَان