للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَرَض عَظِيما فَإِنَّهُ يكون قتالاً فِي أَكثر الْأَمر. وَإِن كَانَ يَسِيرا: فَأَما أَن يكون بحراناً مَحْمُودًا وَإِمَّا لَا يكون تَاما.

الْأَشْيَاء الَّتِي يكون بهَا بحران جيد إِذا لم يكن بهَا بحران جيد وَكَانَ بهَا بحران ردي فَتلك عَلامَة ردية. وَذَلِكَ إِمَّا أَنه ينذر بعودة ردية وَإِمَّا بانقلاب الْمَرَض عَن طبعه إِلَى الطَّبْع الردي الخراجات: أَحْمد الخراجات الَّتِي يكون بهَا انْتِقَال الْمَرَض من عُضْو إِلَى عُضْو أَو بحران مَا كَانَ مِنْهَا بالبعد من مَوضِع الْعلَّة الَّتِي فِي أسافل الْبدن. والبحران الَّذِي يكون بِشَيْء يجْرِي وَيخرج من الْبدن كالبول وَالْبرَاز والقيء وَالدَّم والمدة من الْأذن والعرق وَنَحْو ذَلِك أفضل من الْكَائِن بالخراجات والبزاق وَالْكثير من الْأَشْيَاء الدَّاخِلَة فِي عداد مَا يسيل من الْبدن والمخاط وَنَحْوهَا من الدُّمُوع وَغَيره. وكل هَذِه وخاصة البزاق وَالْبَوْل والعرق إِذا لم يكن كثيرا لم يسْتَحق أَن يكون بِهِ البحران.

قَالَ: وَقد يكون البحران بالخراجات الَّتِي تكون تَحت الْجلد وَلَا تَجْتَمِع الْمُسَمَّاة تعقد العصب وَالَّتِي تتقيح وَتجمع من الدمامل والقروح والبثور وَنَحْوهَا من الجرب المتقشر والحكة وَسُقُوط)

الشَّهْوَة والبرص وَمَا أشبه ذَلِك.

قَالَ: وَلَيْسَ يَكْفِي فِي جودة الخراجات بِأَن تكون فِي عُضْو أخس وأسفل الْبدن وَدون الْبَطن وَفِي الْبعد عَن مَوضِع الْعلَّة لَكِن تحْتَاج مَعَ ذَلِك أَن يكون الْعُضْو الَّذِي يصير إِلَيْهِ مِقْدَار وسعة يُمكن أَن يَسعهُ ذَلِك الْفضل ويرتبك فِيهِ فَإِن فُلَانَة إِن مَال الْفضل إِلَى إبهامها فَلم يحْتَملهُ الْإِبْهَام فَعَاد رَاجعا فعاودها الْمَرَض وَكَانَ الْمَوْت.

وَرُبمَا كَانَ للحامل بالإسقاط بحران وخاصة لثمانية أشهر وللشهر الَّتِي لَا يعِيش فِيهَا الْجَنِين.

وَقد تكون الخراجات الَّتِي يكون بهَا البحران دَاخل الْبدن فَتكون دبيلات إِلَّا أَنَّهَا أردى مِمَّا فِي ظَاهر وَإِن كَانَ بهَا بحران للمرض فَإِنَّهُ رُبمَا انْدفع الْفضل إِلَى الرَّحِم وَإِلَى الأمعاء أَو الْمعدة فأحدث دبيلة وَكَانَ بِهِ بحران بالحمى إِلَّا أَن الْحَالة تكون ردية.

وَقد يكون البحران بداء الْفِيل والدوالي وَأُمُور يدوس وانتفاخ الْأَطْرَاف والورم فِي الثدي وَجَمِيع الغدد. وَيكون بالثقل فِي بعض الْأَعْضَاء كالظهر والفخذ وَنَحْوه فَإِن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لفضل ينصب إِلَيْهِ.

وَمَا كَانَ من الخراجات الَّتِي تكون مَعَ علل السعال فَوق الْبَطن فَلَيْسَ بكامل السَّلامَة وَمَا كَانَ دون الْبَطن فسليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>