للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِذا بيل دم غير خَالص فَجْأَة دلّ على أَن عرق قد انصدع فِي الكلى لِأَن المثانة لَيْسَ فِيهَا عرق قدره أَن يغزر الدَّم وَلَو كَانَ من فَوق لَكَانَ لَا يكون فَجْأَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا وَهَاتَانِ الخلتان بَوْل اليرقان أَحْمَر وأشقر زبده منصبغ ويصبغ الثِّيَاب بلونه.

مَتى حدث بعد التَّعَب الشَّديد بَوْل أسود أَو زنجاري فانه ينذر بتشنج يكون وَذَلِكَ أَن اللَّوْن الزنجاري يكون عِنْد فنَاء أَكثر الرطوبات بالتعب من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة والحرارة مَعَ ذَلِك لَيست كَثِيرَة وَالْأسود يدل على أَن الْحَرَارَة كَثِيرَة جدا واليبس قوي فِي الأعصاب.

الْأسود الَّذِي فِيهِ ثفل مُتَعَلق وَله رَائِحَة حادة وقوام لطيف فِي الْمَرَض الحاد يُؤذن بوجع الرَّأْس واختلاط الَّذِي فِيهِ وَيدل على الْأَكْثَر أَنه سيسيل دم محترق من الْأنف أَو على عرق كثير وَذَلِكَ أَن الْمُتَعَلّق الْأسود يدل على التهاب فان كَانَ هَذَا التلهب مَعَ الدَّم فالدم حَار يَعْلُو وَلَا يحْتَمل الرَّأْس تِلْكَ الْحَرَارَة فَيكون رُعَاف وَإِن كَانَت هَذِه الحدة من صفراء فَإِنَّهَا تصير إِلَى سطح الْجَسَد لخفتها فَيحدث بحدوثها اقشعرار.

الْبَوْل الْأسود اللَّطِيف الَّذِي فِيهِ مُتَعَلق لَا نظام لَهُ مَعَ سهر وصمم فِي الحميات المحرقة يدل على سيلان الدَّم من الْأنف لِأَنَّهُ يدل على أَن الْخَلْط الْحَار صاعد نَحْو الرَّأْس والطبيعة تستفرغه من هُنَاكَ. والحميات المحرقة سَببهَا الدَّم وَإِنَّمَا يكون أسود لِكَثْرَة عمل الْحمى المحرقة فِي تبريد الرُّطُوبَة.

الْبَوْل الْأسود الَّذِي فِيهِ مُتَعَلق مستدير مُجْتَمع وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة حريفة مَعَ امتداد لَا من الْجَانِبَيْنِ الْبَوْل الَّذِي قوامه غير مستو ولونه أَحْمَر يدل على تَعب ونقصان الْبدن وَذَلِكَ أَن التَّعَب يفني)

الرُّطُوبَة فَتحدث لَهُ رداءة الاسْتوَاء فتهيج الْحَرَارَة فيحمر الْبَوْل ولهذين ينقص الْبدن.

الْبَوْل الَّذِي لَهُ قوام رطب جدا أَكثر من الطبيعي مَعَ قلَّة شَهْوَة الطَّعَام وَثقل يدل على أَن الْبدن هُوَ ذَا يستفرغ بِهِ استفراغاً حميدا لِأَن الثّقل وَقُوَّة الشَّهْوَة يدلان على امتلاء وَرطوبة.

وَالْبَوْل فَوق الْقدر يدل على أَنه هُوَ ذَا يستفرغ من الْبدن رُطُوبَة.

الْبَوْل اللَّطِيف الْغَيْر المنهضم فِي ابْتِدَاء الْمَرَض لَيْسَ يُمكن وَفِي صُعُوده اكثر يُمكن وَفِي انتهائه كَذَلِك وَأما فِي الانحطاط فَيدل على طول الْمَرَض لِأَنَّهُ يدل على غَايَة ضعف الْقُوَّة ورداءة الكيموس.

لي أما فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تُوجد الْأَزْمَان فِيهَا العطب وَمن النضج فِي الْبَوْل فان هَذَا محَال أَو فِي غَيرهَا لَا يدل الْبَوْل على شَيْء لِأَن مادام الْبَوْل نياً فَلَيْسَ فِي هَذَا انحطاط الْبَتَّةَ.

الْبَوْل اللَّطِيف الَّذِي فِيهِ تعلق أَحْمَر يمِيل إِلَى فَوق فِي الْأَمْرَاض الحادة يدل على ذهَاب الْعقل وَإِن بَقِي كَذَلِك دلّ على العطب. فَإِن انْتَقَلت اللطافة يَعْنِي الرقة إِلَى الغلظ

<<  <  ج: ص:  >  >>