من الْعِلَل والأعراض يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا ألف إِلَى من فِي عينه مَاء هَل يَتَّسِع ثقب أحد عَيْنَيْهِ إِذا فتح الْأُخْرَى فَإِذا كَانَ كَذَلِك نظرت هَل يقْدَح المَاء أم لَا وَذَلِكَ أَنه إِن عدم الْخلَّة الأولى لم يبصر وَإِن قدح لِأَن هُنَاكَ سدة فِي الْعصبَة المجوفة وَيفرق بَين الخيالات الَّتِي ترى فِي مثل البق وَغَيره إِذا كَانَ من المَاء وَإِذا كَانَ من غلظ مُنْقَطع فِي الرُّطُوبَة الجليدية بل الَّذِي يكون من المَاء يكون على حَالَة وَاحِدَة دَائِما وَالَّذِي عَن الرُّطُوبَة البيضية يكون فِي بعض الأحيان أخف.
الْأَعْضَاء الألمة الخيالات الَّتِي تتقدم نزُول المَاء فِي الْعين قد يكون عَن الدِّمَاغ قَالَ لَيست تكون هَذِه الخيالات دائمة وَتَكون عِنْد نزُول الآفة بالموضع المتخيل من الدِّمَاغ وَقد يكون بمشاركة الْمعدة وَيفرق بَينه وَبَين الَّذِي يخص الْعين الَّتِي تُرِيدُ أَن تنزل فِيهَا مَاء بِأَن الَّذِي من الْمعدة فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا سَوَاء والذيث يخص الْعين إِمَّا فِي عين وَاحِدَة وَإِمَّا غير مستوى فيهمَا وَلَا يكَاد يَسْتَوِي الْأَمر فيهمَا وَإِن كَانَت الْعلَّة متطاولة الزَّمَان فيهي يخص الْعين أَيْضا وَإِن كَانَت قريبَة الْعَهْد فَيجوز أَن يكون بمشاركة الْمعدة وَقد تكون من الدِّمَاغ وَإِن كَانَت تدوم على حَالَة وَاحِدَة فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَت تزيد وتنقص فالعلة بمشاركة الْمعدة وَإِن كَانَ إِذا شرب أيارج الفيقرا انْتفع بِهِ فالعلة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ لَا ينفع بذلك فالعلة تخص الْعين.