للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأخلاط فِي اللَّحْم حَرَكَة ضَعِيفَة حدث عَنْهَا مس الإعياء فَإِن تحركت حَرَكَة شَدِيدَة أحدثت النافض إِن كَانَت حارة على مَا بَينا فِي بَاب النافض.

قَالَ: وَهَذِه الفضول إِمَّا أَن تحْتَاج أَن تستفرغ ألف ي وَإِمَّا أَن تحلل لِأَن الفضول فِي الإعياء القروحي حَادث فِي اللَّحْم الَّذِي على الْعِظَام فَلَيْسَ يُمكن أَن يفرغ بالدواء كَمَا يفرغ الَّذِي فِي الأوراد والبطن.

قَالَ: ولتحدث على نوع الفضلة من لون الْبدن وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم على مَا فِي بَاب الأخلاط واعرف الفضلة منبثة هِيَ فِي الْجلد أم فِي اللَّحْم فَإِنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْجلد اجْتنبت تقليل التَّدْبِير وَإِن كَانَت فِي اللَّحْم كَانَ علاجها أعْسر.

وَأَنا مبتدئ بتدبير الكيموس الرَّدِيء إِذا كَانَ فِي الْجلد فَأنْزل إِن شَابًّا جيد الكيموس كَانَ فِيمَا مضى يجيد التَّدْبِير ثمَّ إِنَّه عرض لَهُ سفر فَلم يُمكنهُ أَن يروض بدنه على الْعَادة وَلَا أَن يستحم وَجعل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الردية ويركب بعقب غدائه وعشائه ويسهر ليله أجمع حَتَّى لَا يستريح قَالَ: فَمن كَانَت هَذِه صفته غير مُمكن فِيهِ اجْتِمَاع الكيموس الرَّدِيء كثيرا وَلذَلِك لَا يحْتَاج إِلَى إصْلَاح قوي طَوِيل بل يَكْتَفِي بالرياضة المسكنة وَبِالْجُمْلَةِ مَا ذكرنَا أَولا مِمَّا يفرغ مَا فِي الْجلد لِأَن الآفة إِنَّمَا هِيَ فِيهِ وَحده ثمَّ أنزل إِن هَذَا قد اجْتمع فِي جَمِيع بدنه كيموس رَدِيء فَمن كَانَت هَذِه صفته فَإنَّا لَا نروضه الْبَتَّةَ وَلَا نحرك فِيهِ شَيْئا بل نأمره بِالنَّوْمِ والسكون والإمساك عَن الطَّعَام جَمِيع نَهَاره فَإِذا أَمْسَى مرخناه مرخاً لينًا وحممناه بِالْمَاءِ المعتدل فِي حره وغذيناه)

بغذاء جيد الكيموس وَجَعَلنَا ذَلِك حساء وقللناه وَلم نمنعه الشَّرَاب لِأَن الشَّرَاب أبلغ فِي إنضاج الكيموسات الَّتِي قد نَضِجَتْ على النّصْف من سَائِر الْأَشْيَاء وَهُوَ مدر للعرق وَالْبَوْل ويجلب النّوم لأَنا نحتاج فِيمَن كَانَت هَذِه حَاله أَن نفرغ بعض كيموساته بالعرق وَالْبَوْل وينضج بَعْضهَا بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم إِن شَاءَ الله. ألف ي لي على هَذَا تَدْبِير الَّذين بهم نافض بِلَا حمى. قَالَ: فَإِن سكن هَذَا الْعَارِض بعد فعلنَا هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي وَصفنَا فَيجب أَن يرد الشَّاب إِلَى عَادَته قَلِيلا قَلِيلا وَإِن مكث الْعَارِض إِلَى النّوم ففكر فِي علاج أقوى من الأول خَاصَّة وَإِن كَانَ إِنَّمَا يحس بالإعياء بِاللَّيْلِ إِن كَانَ يعرض لَهُ سهر أَو غثيان أَو كَانَ نَومه مضطرباً لَيْسَ بمستغرق لِأَن من كَانَت هَذِه حَاله يجب فصده وإسهاله إِن أجابت الْقُوَّة بعد أَن تنظر إِلَى مَا هُوَ أحْوج فَإِن كَانَت قوته ضعفيه فَلَا تفصده وَلَكِن أسهله باعتدال إِن احْتَاجَ إِلَيْهِ وَإِذا كَانَت الْقُوَّة جَيِّدَة والإعياء بَاقِيا فسل: هَل الكيموس الردي الْفَاعِل للإعياء كَثْرَة الدَّم أَو كَثْرَة كيموس خام غير نضج أَو فضلَة أُخْرَى ففرغ الدَّم إِن كَانَ ذَلِك من الدَّم أَو اشرط السَّاق ثمَّ اتبعهُ بدواء خَاص بإسهال ذَلِك الكيموس الَّذِي تظن أَنه كَانَ غَالِبا فِي الدَّم وَإِن كَانَ الكيموس الرَّدِيء وَحده غَالِبا فافصد للإسهال من ذَلِك الْخَلْط.

<<  <  ج: ص:  >  >>