للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تسكن الوجع أسْرع وعاقبتها أشر وَأما الَّتِي يخالطها من المسكنات فَتكون هِيَ أَكثر فِي الدَّوَاء فَهِيَ دون ذَلِك فِي تسكين الوجع إِلَّا أَنَّهَا أَحْمد عَاقِبَة وَأفضل مَا تكون هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة والفلونيا أحد هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة والأدوية المتخذة بالبزور مِنْهَا والأقراص الْمُثَلَّثَة الزوايا فَهَذِهِ أقل تخديراً وآمن عَاقِبَة وَأفضل مَا تكون هَذِه فِي الْأَمْن من سوء الْعَاقِبَة مَتى اسْتعْملت بعد سنة فَأَما فِي تسكين الوجع فَإِنَّهَا كلما كَانَت أطرأ كَانَت أنفذ والأجود أَن تستعملها وَهِي متوسطة وَلَا تكون صولة المخدرة بَاقِيَة لطرائها وَلَا تكون قد ضعفت لطول الزَّمَان وتوقها عِنْد الأوجاع الْبَارِدَة أَكثر فَأَما عِنْد الأوجاع الحارة فَهُوَ مَعَ أَنه يسكن الوجع رُبمَا شفي مِنْهَا يحول قانون المسكنة للوجع من الْأَدْوِيَة المفردة إِلَى هَهُنَا إِن شَاءَ الله.

قَالَ: والوجع إِنَّمَا يكون لتفرق اتِّصَال الْحس وَيحدث أَيْضا عِنْد تغير المزاج دفْعَة كَمَا يحدث لمن أَصَابَهُ الْبرد فِي أَطْرَافه إِذا اصطلى بالنَّار. لي إِذا كَانَ مَعَ وجع لَيْسَ لورم حَار فَإِن صب المَاء الْحَار عَلَيْهِ والمرخ يسكنهُ لِأَنَّهُ إِمَّا يكون ريحًا فينحل أَو رُطُوبَة لذاعة فيسخن مزاجه أَو سوء مزاج يَابِس ألف ي فيرطب.

قَالَ: فالوجع يكون فِي ابْتِدَائه إِمَّا من شَيْء يفرق الِاتِّصَال وَإِمَّا من شَيْء يسخن أَو يبرد بِقُوَّة وعنف. لي وَهَذِه أَيْضا إِنَّمَا تحدث الوجع بِأَن ترض وتمد وتقطع الِاتِّصَال وَإِنَّمَا يُمكن أَن يفرق الِاتِّصَال خلط كثير يمدد أَو بَارِد يقبض قبضا شَدِيدا فيمتد أَو حَار فَيقطع فَإِن هذَيْن يفرقان الِاتِّصَال أَكثر وأسرع فَلذَلِك مَتى حدث وجع شَدِيد فابحث عَنهُ أخلط كثير هُوَ أم ريح لَا تَجِد مخلصاً تمدد الْعُضْو أَو رُطُوبَة لذاعة أَو سوء مزاج يَابِس. لي ذكر جالينوس من سوء المزاج هَهُنَا الْيَابِس فَقَط لِأَنَّهُ هُوَ سَبَب تفرق الِاتِّصَال فَأَما سوء المزاج الرطب فَلَا يكون مَعَه وجع من طَرِيق أَن سوء المزاج الرطب لَا يحلل الِاتِّصَال بل إِذا كَانَ مَعَ خلط يتمدد لَكِن سوء المزاج الْحَار إِنَّمَا يقطع أَيْضا الِاتِّصَال لما يحدث من اليبس وَكَذَلِكَ سوء المزاج الْبَارِد وَأَيْضًا توجع الْعُضْو يُؤَدِّي إِلَى اليبس.)

قَالَ: وابحث مَعَ ذَلِك أَيْضا هَل شَيْء يسخن إسخاناً قَوِيا أَو يبرد.

قَالَ: فَيجب أَن تجيد الْبَحْث أَولا عَن جَمِيع الْأَسْبَاب الَّتِي يُمكن أَن يكون مِنْهَا الوجع ثمَّ اقصد إِلَى العلاج الَّذِي هُوَ أولى. لي فصلت الْأَسْبَاب فحصلت إِمَّا خلط يمدد بِكَثْرَة أَو ريح وَإِمَّا خلط حَار حريف وَإِمَّا خلط يسخن أَو يجفف أَو يبرد بِقُوَّة وَإِمَّا سوء مزاج حَار أَو بَارِد أَو يَابِس.

قَالَ: وَأَجد النّظر أَولا ثمَّ عالج.

مِثَال ذَلِك: كَانَ عليل يظنّ أَن بِهِ وجع قولنج وَكَانَ لَا ينْتَفع بِشَيْء من النطولات

<<  <  ج: ص:  >  >>