للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لي هَذَا ثمَّ يُزَاد الأفراطاطيقون مدوفاً بشراب معسّل أَو غير معسل أَو تلطخ هَذِه القروح بأقراص موساس وعصارة السماق والحصرم وبسائر مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا فإمَّا الَّتِي هِيَ أقل رُطُوبَة وَأبْعد من الرداءة فالتي تجفف تجفيقاً يَسِيرا تبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ كالأدوية المتخذة بالتوث وَثَمَرَة العليق وعصارة قشور الْجَوْز الرطب وأبلغ من هَذِه الْمُتَّخذ بعصير الْعِنَب وَجوز السرو فإمَّا القروح الَّتِي فِي غَايَة الرُّطُوبَة وَهِي قريبَة من الْعظم فَلَا يُؤمن بِهَذَا السَّبَب أَن يُفْسِدهُ وَيحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة اليبس جدا من أجل طبيعة الْعِظَام أَنَّهَا يابسة وَكَذَلِكَ أسحق أَنا أَقْرَاص موساس وَاجْعَلْهَا على الْموضع يابسة لي مثل هَذَا يحْتَاج إِلَى الفلدفيون الَّذِي فِيهِ شَيْء صَالح من أقاقياً أَو من جَفتْ البلوط وَمَا أصلحه فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ يمْنَع العفن الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ يفعل الْخلّ وَالْملح الْمُعْتق فِي شمس إِذا تمضمض بِهِ وَأمْسك فِي الْفَم منع العفن لي لحم الْفَم يَابِس جلاء اللِّسَان فَلَا تظن أَن جالينوس نَاقض هَا هُنَا فِي اسْتِعْمَاله فِي الْفَم أدوية قَوِيَّة اليبس وَله مَعَ ذَلِك قَوْله أَنه عُضْو تدوم فِيهِ الْحَرَارَة والرطوبة فَهُوَ)

لذَلِك بَعدت من العفن لِأَنَّهُ لَا يتروح كَسَائِر الْمَوَاضِع المكشوفة فَيحْتَاج لهَذَا أَن يجفف جدا ليؤمن العفن فِيهِ.

الميامر لي على مَا رَأَيْت مِمَّا يعظم نَفعه لقروح الْفَم الحارة والقلاع والسحج والورم الْحَار ورد وبزر الْورْد وصندل وسماق وطباشير وزعفران وعدس مقشر وَمَاء ورد والزعفران والماورد نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة.

السَّادِسَة من الميامر يعم الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم أَن تحْتَاج إِلَى فصد وحقنة وإسهال كَسَائِر الأورام فَإِن الغشاء المخلل لداخل الْفَم كُله أَكثر تخلخلاً وَأَشد لبثاً من الْجلد المخلل لجَمِيع الْجِسْم وتوّق من أدوية الْفَم أَن لَا تكون أَشْيَاء إِذا نزلت فِي الْحلق اضرت قَالَ إِذا حدث فِي الْفَم قُرُوح أسرعت فِي العفن لحرارته ورطوبته وَلِهَذَا يستعملون أقوى الْأَدْوِيَة حَتَّى إِنَّهُم يستعملون فِيهِ مَا يكوى.

دَوَاء للعفن فِي الْفَم وَجَمِيع الْأَعْضَاء قلقطاء جزآن نورة جزؤ زرنيخ نصف جُزْء يسحق جَمِيعًا العفص وَيسْتَعْمل لي مَا أَجود تركيبه فاعتمد عَلَيْهِ وألق ملحاً فِي خل ثَقِيف جدا وامسكه فِي الْفَم فَإِنَّهُ يدْفع العفن وَغَيره فَإِن علت العفن فاكو الْموضع العفن كُله ثمَّ ضع على الخشكريشة عسلاً مَعَ ورد وبزره وترده إِلَى أَن تنقلع الخشكريشة وَإِلَى أَن يبرء. ج فِي القلاع هُوَ قُرُوح فِي الغشاء النَّفْسِيّ على دَاخل الْفَم مَعهَا حرارة نارية وَأكْثر حدوثها فِي أَفْوَاه الصّبيان وخاصة إِن كَانَ اللَّبن ردياً أَو كَانَ العضل لَا يسْتَمر لينه جيدا وعَلى الْأَكْثَر هِيَ سهلة العلاج تخف وتسكن بالقابضة باعتدال وَرُبمَا طَالَتْ وتأكلت وعسرت وَهَذِه تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>