للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والدجاج واسقه وأطعمه خصى الديوك لكَي يقوى فَلَا يختنق واحفظ طَبِيعَته جهدك وَإِن لانت طَبِيعَته لم يَنْفَعهُ مَا يغذوه بِهِ فَإِن أقبل بَطْنه بِلَبن فأطعمه الْفِرَاخ والفراريج سواكردباك وتغذوه بالأبردة بِمَاء يسيل مِنْهُ الرطوبات فَإِن ذَلِك يُقَوي الْبَطن ويسده وَإِن ضعفت قوته أَشد فأطعمه المخ مشوياً بملح قَلِيل لِأَن كَثْرَة الْملح يلين الْبَطن وَإِن لم يَجْعَل فِيهِ الْبَتَّةَ لم ينهضم وأطعمه الأكارع واللوز والفستق وَالزَّبِيب حِين يقوى قَلِيلا فَإِن رَأَيْته قد ضعف جدا وَلَا يَسْتَطِيع أَن يَأْكُل فاحرس إِن ألف ألف الْقَيْح فِي صدر مكسراً وَإِن كَانَ قَلِيلا فاسقه لَبَنًا فَإِنَّهُ يقويه إِلَّا أَن تكون بِهِ حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة فَإِن اللَّبن حِينَئِذٍ لَا يكَاد يَنْفَعهُ فَأَما إِن كَانَت فِي اللَّبن قَالَ: إِذا كَانَ الْقَيْح منتنا يحْتَاج إِلَى أَن ينقى واحتجت إِلَى سقِِي اللَّبن فاختر لبن الآتن لِأَنَّهُ ينقى جدا وَلبن الرماك فَإِنَّهُ يسهل النفث وَالنَّفس بعد أَن لَا تكون هُنَاكَ حمى شَدِيدَة وَلَا يسقى اللَّبن فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَإِن كَرهُوا هَذِه الألبان فلبن الماعز وَالْبَقر وَإِن أسهل فاطبخه مخيضاً واسقه وأغذه بِهِ أَيْضا فِي الْأَوْقَات يَجْعَل فِيهِ خبز سميذ وأطرية أَو جاورس أَو أرز ويطعمه فَإِنَّهُ ينقى وينبت اللَّحْم الَّذِي فِي القروح قَالَ: اجْعَل أغذيتهم إِن كَانَت حمى الأغذية الْبَارِدَة)

وَإِن لم تكن فالقيلوط والكرنب والهيلون وَنَحْوهَا من المنقيات وَمَا أَعطيتهم من لُحُوم الطير فاجعله شواء فَإِن المرق يوسخ القروح والأجود لَهُم الدَّجَاج والدراج والحجل والقنانين والعصافير وَلَا تكون مسمنة وَإِن اشتهوا المرق فاخلط فِيهِ عسلاً وقيلوط وَإِذا ملت إِلَى التجفيف فالعدس والكرنب والأطرية والنشا وَنَحْوهَا قَالَ: والسمك المالح إِن أكل مرّة أَو مرَّتَيْنِ أعَان على النفث فَإِذا كثر جعل القرحة يابسة قحلة جاسية وَإِن كَانَت حَده رَدِيئَة فاجتنب المالح والأغذية الثقيفة أَجود مَا يكون للَّذين نفثهم حريف مالح قَالَ: وَلحم الْخِيَار والبطيخ يسهلان النفث قَالَ: وَمن لم يهزل مِنْهُم فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ السّفر وركوب الْبَحْر والحامات فَأَما من هزل فاللبن والمروخ بالأدهان والشحوم وَالْحمام العذب المَاء والأحساء.

الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الرئة ورم حَار لم يعطشوا كَمَا يكون فِي الْمعدة وَيكون نفسهم بَارِدًا وألوانهم حمر وألسنتهم خشنة شَدِيدَة ويشتهون برودة الْهَوَاء وَذَلِكَ أَشد تسكيناً لما يحرمُونَ من المَاء الْبَارِد.

<<  <  ج: ص:  >  >>