الْأَعْلَى إِلَى اسفل لم يقدر على ألف تغميض الْعين لي رَأَيْت رجلا احْتجم وَأطَال الْجُوع حدثت لَهُ الْقُوَّة وَلم يتعوج مِنْهَا فَمه لَكِن عسر عَلَيْهِ أطباق إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَلم يتَبَيَّن فِي وَجهه عوج لِأَن الْعلَّة كَانَت فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لي رَأَيْت عددا بهم اللقوة وَجلد الْجَبْهَة فِي الْجَانِب المعوج فيهم ممتد امتدادا شَدِيدا كالحال عِنْد التشنج القوى وينجذب إِلَى فَوق نَاحيَة الرَّأْس حَتَّى أَن أسرة الْجَبْهَة تبطل الْبَتَّةَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَيحدث فِي جلدَة الرَّأْس غُضُون لم تكن قبل ذَلِك وَلَا يُمكن أَن يطبق الجفن الْأَعْلَى وَذَلِكَ لقصره لامتداده إِلَى فَوق لِأَنَّهُ كَانَ لاسترخاء العضل الَّذِي يجذبه إِلَى أَسْفَل لما ويتركان إِلَى اسفل بِلَا جهد العليل لكنهما لَا يبلغان إِن يطبقا على الجفن الْأَسْفَل وَلذَلِك يمِيل الْوَجْه مِنْهُم إِلَى فَوق ويحسون مِنْهَا كالحال فِي التشنج فيمتد لذَلِك الشّفة ويخبر كلهم انهم يحسون بصلابة وامتداد وَلم يحس أحد مِنْهُم باسترخاء بل كَانُوا يَقُولُونَ أَنا نظن أَن هَذِه الْمَوَاضِع قد جَفتْ وَيَقُولُونَ انهم يَنْتَفِعُونَ بالمروخ وَلم أجد صَاحب اللقوة إِلَّا وَهَذِه حَالَة فثق بِأَنَّهَا تشنج وَعَلَيْك بترطيبها فَإِن الآخر يكَاد يكون إِلَّا فِي الندرة فِي الْعِلَل الحادة إِذا قرب الْمَوْت بِأَن يغرق الرَّأْس والخرز بدهن حَار مَا أمكن فَإِنَّهُ بليغ ومدّ جلدَة الْجَبْهَة إِلَى اسفل نعما وشدّ بعصابة على الشّفة الْعليا ومدّ جلدَة الوجنة حَتَّى يَسْتَوِي الْفَم ثمَّ شده بعصابة على الشّفة الْعليا وأدم الدَّلْك والمرخ لهَذِهِ الْمَوَاضِع ولخارج أعصابها بالأدهان الحارة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة فَهَذَا علاج تَامّ وتفقد الشّفة من تَحت الشد كل سَاعَة فَإِن رَأَيْت الشّفة لَيست مستوية فحلّ ومدّ وشدّ.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا حدثت الآفة فِي مقدم الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن حدث فِيهِ كُله أحدث سباتا ثقيلا أَو جمودا فَإِن حدث فِي نصفه أحدث آفَة فِي نصف الْوَجْه لي لَيْسَ لصَاحب اللقوة فقد الْبَصَر وَلَا السّمع وَلَا حس وَجهه غليظ فضلا عَن أَن يكون متعطلا فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ أَذَى من الدِّمَاغ.
الأقرابادين الْقَدِيم قَالَ أبدأ من علاج صَاحب اللقوة أَن تدخله بَيْتا مظلما لَا يرى فِيهِ ضوءا وَلَا)
يخرج مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَلَا يُصِيبهُ فِيهِ ريح ثمَّ اسعطه بدهن الْجَوْز وبدهن الْحبَّة الخضراء فِي الْجَانِب الَّذِي يقبض فِيهِ عينه فِي ألف الْجَانِب الآلم أحدا وَعشْرين قَطْرَة وَفِي الصَّحِيح سِتّ قطرات على الرِّيق كل غَدَاة أسبوعا وألزمه الغرغرة سَاعَة بعد سَاعَة إِلَى نصف النَّهَار كل يَوْم حَتَّى يجلب مِنْهُ بلغم كثير جدا وَلَا يَأْكُل شَيْئا من الْحَيَوَان وَلَا فَاكِهَة رطبَة فَإِذا مضى أُسْبُوع فاكبه على طبيخ المرزنجوش والفوتنج والصعتر يطْبخ فِي قمقم مشدود الرَّأْس وَيصب فِي طست ويكب عَلَيْهِ ويلف تكبيبا حَتَّى يكثر عرق رَأسه وَوَجهه فَإِذا عرق فادلك الشق الوجع بمنديل حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بدهن جوز الْهِنْد أَو دهن الْحبَّة الخضراء وفكه وعنقه وَرَأسه ودعه سَاعَة ثمَّ أعد كَبه على ذَلِك البخار افْعَل ذَلِك فِي الْيَوْم عشر مَرَّات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute