للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس حَتَّى يَأْتِي الدِّمَاغ عَلامَة الَّذِي من الْمعدة اخْتِلَاج الْقلب وخفقانه ولذع فِي الْمعدة فَإِذا ابطأ عَن الْأكل هاج بِهِ وَالَّذِي يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس بِهِ يصعد من ذَلِك الْعُضْو وَيكون السقم بالمرطوبين وَالصبيان وَالصَّبِيّ لَا يعالج فَإِنَّهُ إِذا كبر صلح وينفع مِنْهُ المحاجم والخردل والكي على الرَّأْس فِي وَقت النّوبَة وَأَشْيَاء حادة تنفخ فِي الْأنف ألف.

من كتاب العلامات البنج يُورث الصرع والأفيون يُورث الكزاز.

عَلَامَات المتهيء للصرع يعرض قبل ذَلِك ثقل فِي الرَّأْس ووجع وصداع شَدِيد وبطؤ فِي الحركات واحتباس فِي الْبَطن واختلاج فِيهِ يستعان بِهَذَا الْكتاب. الصرع إِمَّا فِي الرَّأْس وَإِمَّا فِي الْمعدة وَإِمَّا من الرَّحِم وَإِمَّا من الْحَيَّات فِي الْبَطن وَإِمَّا لِأَن يصعد من عُضْو مَا أَي عُضْو كَانَ بخار رَدِيء فليفصل كلهَا بعلامات وعلاجات.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ جملَة التحفظ من الصرع إمالة الْمَادَّة دَائِما عَن الرَّأْس بِكُل حِيلَة وَحفظه أبدا خَفِيفا وليقلل الفضول.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا إِذا نَاب الصرع على صَاحبه فانحل وانقضى سَرِيعا ويكلم وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم بحران مُنْذُ يَوْم النّوبَة الأولى دلّ على أَنه قد يخلص من الصرع.

الأولى من السَّادِسَة قَالَ الصَّبِي الَّذِي بِهِ الصرع يتَخَلَّص فِي أَكثر الْأَمر فِي وَقت الإنبات إِلَّا أَن يتدبر تدبيراً رديئاً وَأكْثر مَا تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب مزاج بَارِد غلب الدِّمَاغ وَيكون مَعَه فِي أَكثر الْأَمر رُطُوبَة وَذَلِكَ أَن الصرع الْحَادِث عَن عُضْو مَا من الْأَعْضَاء قل مَا يعرض وَقد يبتديء)

الصرع بالصبيان مُنْذُ أول ولادتهم وَهَذَا يكون لفضل رُطُوبَة مزاج الدِّمَاغ وَهُوَ يخف مَتى نشوا حَتَّى يبرأ فِي الْأَكْثَر وينقضى بِلَا علاج فَأَما الْحَادِث بعد مَا يترعرع الصَّبِي فَإِنَّهُ يكون لخطأ فِي التَّدْبِير وَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن ينْتَظر بعلاجهم إنبات الشّعْر لَكِن يُبَادر إِلَى ذَلِك.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة الْجِمَاع يضر بِصَاحِب الصرع والصرع خَاص بالصبيان وَلذَلِك سمى الْمَرَض الصبياني.

السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ الصرع قد يكون بمشاركة الدِّمَاغ لعضو مَا وَأكْثر مَا يكون لعِلَّة تخص الدِّمَاغ نَفسه وَالسَّبَب الَّذِي مِنْهُ تكون هَذِه الْعلَّة خلط غليظ بَارِد يجْتَمع فِي بطن الدِّمَاغ ويستولي على منابت العصب وخاصة على عصب النخاع الأول وَقد ينْتَفع فِي تَحْلِيل هَذَا الْخَلْط بالحميات وخاصة الرّبع وَمَا كَانَ من الحميات طَويلا مزمناً وَمن الرّبع فأطولها مُدَّة وَأَشد تناقضاً مثل أَن النافض نَفسه يزعج ذَلِك الْخَلْط الَّذِي قد لحج فِي أصل النخاع وَألف مجاريه وحرارة الْحمى بعد النافض تذيبه وتلطفه وتحيل مزاج الْبدن كُله إِلَى حرارة واليبس وَذَلِكَ أَنه يتبع النافض الْقوي الشَّديد خُرُوج الفضول عَن الْبدن وَأكْثر مَا يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>